اسم الکتاب : الصارم المنكي في الرد على السبكي المؤلف : ابن عبد الهادي الجزء : 1 صفحة : 239
بعض هذا الكلام عن أبي، فقال: صدق أبو حاتم ينبغي أن لا يحدث عنه.
قلت وإبراهيم بن هشام هذا هو صاحب حديث أبي ذر [1] الطويل تفرد به [1] حديث أبي ذر طويل الذي أشار إليه الإمام ابن عبد الهادي هنا ساقه الحافظ ابن كثير في تفسيره في الكلام على قوله تعالى: {ورسلاً لم نقصصهم عليك من قبل} . قال: قال محمد بن الحسين الأجري حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الغفرياني إملاء في شهر رجب سنة سبع وتسعين ومائتين حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني حدثنا أبي عن جده عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وجده فجلس إليه فقلت يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة قال: " الصلاة خير موضوع فاستكثر أو استقل " قال: قلت يا رسول الله فأي الأعمال أفضل قال: " إيمان بالله وجهاد في سبيله " قلت يا رسول فأي المؤمنين أفضل؟ قال: " أحسنهم خلقاً " قلت يا رسول الله فأي المسلمين أسلم قال: " من سلم الناس من لسانه ويده " قل يا رسول الله فأي الهجرة أفضل؟ قال: " من هجر السيئات " قلت يا رسول الله أي الصلاة أفضل؟ قال " طول القنوت " فقلت يا رسول الله فأي الصيام أفضل؟ قال: " فرض مجزي وعند الله أضعاف كثيرة " قلت يا رسول الله فأي الجهاد أفضل؟ قال: " من عقر جواده وأهريق دمه " قلت يا رسول الله فأي الرقاب أفضل؟ قال " أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها " قلت يا رسول الله فأي الصدقة أفضل؟ قال: " جهد من مقل وسر إلى فقير " قلت يا رسول الله فأي آية ما أنزل عليك أعظم؟ قال: " آية الكرسي كفضل الفلاة على الحقلة " قال قلت يا رسول الله كم الأنبياء؟ قال: " مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا " قال: قلت يا رسول الله كم الرسل من ذلك؟ قال: " ثلاثمائة وثلاثة عشر جمع غفير كير طيب " قلت فمن كان أولهم؟. قال "آدم " قلت: أنبي مرسل؟ قال: " نعم خلقه الله بيده ونفه فيه منروحه وسواه قبيلاً " ثم قال: يا أبا ذر " أربعة سريانيون آدم وشيث وخنوخ وهو إدريس وهو أول من خط بقلم ونوح، وأربعة من العرب هود وشعيب وصالح ونبيك يا ابا ذر وأول أنبياء بني إسرائيل موسى، وآخرهم عيسى وأول الرسل آدم وآخرهم محمد " قال: قلت: يا رسول الله كم كتاب أنزله الله؟ قال: " مائة كتاب وأربعة كتاب = =أنزل الله على ثيث خمسين صحيفة وعلى خنوخ ثلاثين صحيفة وعلى إبراهيم عشر صحائف وأنزل على موسى من قبل التوراة عشر صحائف وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، قال: قلت: يا رسول الله ما كانت صحف إبراهيم؟ قال: " كانت كلها يا أيها الملك المسلط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر، وكان فيها أمثال وعلى العاقل أن يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه،وساعة يحاسب فيها نفسه،وساعة يفكر في صنع الله، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب " وعلى العاقل أن لا يكون ظاعناً إلا لثلاث تزود لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه مقبلاً على شأنه،حافظاً للسانة، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه " قال قلت: يا رسول الله فما كانت صحف موسى؟ قال: " كانت عبراً كلها عجت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح،وعجبت لمن أيقن بالحساب غداص ثم هو لا يعمل " قال قلت يا رسول الله فهل في يدينا شيء مما كان في أيدي إبراهيم وموسى وما أنزل الله عليك؟ قال: " نعم إقرأ يا أيا ذر " {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى، إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى} قال قلت: يا رسول الله فأوصني قال: " أوصيك بتقوى الله فإنه رأس أمرك، قال قلت يا رسول الله زدني؟ قال: عليك بتلاوة القرآن وذكر الله فإن ذكر لك في السماء نور لك في الأرض، قال قلت يارسول الله زدني: قال: " عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي " قلت زدني قال: " عليك بالصمت إلا من خير فإنه مطردة للشيطان وعون لك على أمر دينك " قلت زدني قال: " انظر إلى من هو تحتك ولا تنظر إلى من هو فوقك فإن أجدر لك أن لا تزدري نعمة الله عليك " قلت: زدني قال: أحبب المساكين فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك قلت زدني قال: " صل قرابتك وإن قطعوك " قلت: زدني قال: " قل الحق وإن كان مراً " زدي قال لا تخف في الله لومة لائم " قلت: زدني قال: بردك عن الناس ما تعرف من نفسك ولا تجد عليهم فيما تحب وكفى بك عيباً أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك أو تجد عليهم فيما تحب " ثم ضرب بيده صدري فقال: " يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق هكذا ساقه ابن كثير في تفسيره عن طريق الأجري وكان قد ذكره قطعة منه قبل ذلك من طريق ابن مردويه ثم قال: وقد روى هذا الحديث بطوله الحافظ أبو حاتم بن حبان البستي في كتابه " الأنواع والتقاسيم " وقد سمه بالصحة وخالفه أبو الفرج بن الجوزي فذكر هذا الحديث في كتابه الموضوعات واتهم به إبراهيم بن هشام هذا ولا شك أنه قد تكلم فيه غير واحد من أئمة الجرح والتعديل من أجل هذا الحديث. أهـ=
=كلام الحافظ ابن كثير في تفسريه وقال شيخه الحافظ الذهبي في ترجمة إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني " هو صاحب حديث أبي ذر الطويل انفرد به عن أبيه عن جده قال الطبراني لم يرو هذا عن يحي إلا ولده وهم ثقات، وذكره ابن حبان في الثقات وأخرج حديث في الأنواع، وأما ابن أبي حاتم فقال: قلت لأبي لم لا تحدث عن إبراهيم بن هشام الغساني فقال:ذهبت إلى قريته " فساق الذهبي القصة التي بين إبراهيم بن هشام وبين أبي حاتم كما ساقها الحافظ بن عبد الهادي مؤلف الصارم المنكي وذكر الذهبي في ترجمة يحيى بن سعيد القرشي العبشمي السعدي وقيل السعدي أحد الضعفاء أنه روى عن ابن جريح عن عطاء عن عبيد بن عمر عن أبي ذر حديث الطويل وأن ابن حبان ذكر طرفاً من روايته لهذا الحديث ثم قال: " وأشبه ما روى فيه حديث عبد الرحمن بن هشام بن يحيى الغساني عن أبيه عن جده عن أبي إدريس عن أبي ذر ثم قال الذهبي: " وكذا قال - أي ابن حبان - والصواب إبراهيم بن هشام أحد المتروكين الذين مشاهم ابن حبان فلم يصب " أهـ.
اسم الکتاب : الصارم المنكي في الرد على السبكي المؤلف : ابن عبد الهادي الجزء : 1 صفحة : 239