responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الترغيب والترهيب لقوام السنة المؤلف : الأصبهاني، إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 506
914- أخبرنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي: أبو عبد الله، أنبأ محمد بن إبراهيم بن الفضل، وأحمد بن إسحاق بن أيوب قالا: ثنا أحمد بن سلمة النيسابوري، ثنا قتيبة، ثنا بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: أتيت الطور فوجدت ثم أتيت كعباً فمكثت أياماً أحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثني عن التوراة فقلت له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط، وفيه تيب عليه وفيه قبض، وفيه تقوم الساعة، وما على الأرض دابةٌ إلا وهي تصبح يوم الجمعة مصيخة حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة إلا ابن آدم، فيه ساعة لا يصادفها مؤمن وهو في الصلاة يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه، قال كعب: ذاك في كل سنة، قلت: بل هي في كل جمعة. فقرأ ثم قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هي في كل جمعة فخرجت فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال: من أين جئت؟ فقلت: من الطور فقال: لو لقيتك من قبل أن تأتيه لم تأته، قلت: لم؟ قال: لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد. فقدمت -[507]- فلقيت ابن سلام فقلت: لو رأيتني خرجت إلى الطور فلقيت كعباً فقلت له في ساعة الجمعة: فقال كعب: هي في كل سنة، فقال ابن سلام: كذب كعب. قلت: ثم قرأ كعب فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هي في كل جمعة، فقال عبد الله بن سلام: صدق كعب إني لأعلم تلك الساعة. فقلت: يا أخي حدثني بها. قال: هي آخر ساعة من يوم الجمعة قبل أن تغيب الشمس. قلت: أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يصادفها مؤمن يصلي؟ قال: أليس قال: من جلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة)) .
اختلف علماء السلف في هذه الساعة التي في الجمعة، فروي عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: هي من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس. وقال أبو الحسن وأبو العالية: هي عند زوال الشمس. وقال أبو ذر –رضي الله عنه-: هي ما بين أن تزيغ الشمس بشبر إلى ذراع. وقالت عائشة –رضي الله عنها-: هي إذا أذن المؤذن بالصلاة. وقال ابن عمر –رضي الله عنه-: هي الساعة التي اختار الله فيها الصلاة.
وقال أبو أمامة –رضي الله عنه-: إني لأرجو أن تكون في هذه الساعة: إذا أذن المؤذن، أو إذا جلس الإمام على المنبر، أو عند الإقامة. وقال الشعبي: هي ما بين أن يحرم البيع إلى أن يحل. وقال أبو موسى –رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم-: هي ما بين أن يجلس الإمام إلى انقضاء الصلاة. فأما حجة من قال: إنها بعد العصر، فقوله صلى الله عليه وسلم: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم، قالوا: فهذه الساعة وقت عروج الملائكة وعرض الأعمال على الله –عز وجل- فيوجب الله فيه مغفرته للمصلين.
وروي عن علي –رضي الله عنه- رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا فاءت الأفياء وراحت الأرواح فاطلبوا إلى الله تعالى حوائجكم -[508]- فإنها ساعة الأوابين، ومن ذهب إلى قول عبد الله بن سلام: وأنها ما بين العصر إلى غروب الشمس. قال: شدد النبي صلى الله عليه وسلم فيمن حلف عن سلعته بعد العصر: لقد أعطى رباً كذا وكذا تعظيماً لهذه الساعة وفيها يكون اللعان والقسامة.

اسم الکتاب : الترغيب والترهيب لقوام السنة المؤلف : الأصبهاني، إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 506
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست