اسم الکتاب : الترغيب والترهيب لقوام السنة المؤلف : الأصبهاني، إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 271
423- أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي بنيسابور، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا محمد بن أحمد بن عمران الشاشي، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا علي بن المنذر، ثنا ابن فضيل، ثنا أبي ورقبة بن مصقلة جميعاً، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((انطلق ثلاثة نفر يمشون فدخلوا في غار فأرسل الله عليهم صخرة فأطبقت الغار عليهم، فقال بعضهم لبعض: تعالوا فلينظر كل واحد منا أفضل عمل عمله فيما بينه وبين ربه فليذكره فليدع الله لعله أن يفرج عنا ما نحن فيه [من] عناء هذه الصخرة فقال رجل منهم: اللهم إنك تعلم أنه كانت لي بنت عم فطلبت منها نفسها فقالت: لا والله لا أفعل حتى تعطيني مائة دينار فجمعتها من جسٍّ وبسٍّ حتى أتيتها بها فلما قعدت منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وبكت وقالت: يا عبد الله اتق الله ولا تفتح هذا الخاتم إلا بحقه فقمت عنها وتركتها. فإن كنت تعلم أني تركتها من مخافتك فافرج عنا منها فرجة نرى السماء ففرج الله عنهم منها فرجة فنظروا إلى السماء. وقال الثاني: اللهم إنك تعلم أنه كان لي أبوان وكان لي ولد صغار وكنت أرعى على أبوي وكنت أجيء بالحلاب فأبدأ بأبوي -[272]- فأسقيهما ثم أجيء بفضله إلى ولدي وإني جئت ليلة بالحلاب فوجدت أبوي نائمين والصبيان يتضاغون من الجوع فلم أزل بهم حتى ناموا ثم قمت بالحلاب عليهما حتى قاما فشربا، ثم انطلقت إلى الصبية بفضله فسقيتهم. فإن كنت تعلم أني صنعت ذلك من مخافتك فافرج عنا منها فرجة قال: ففرج الله عنهم منها فرجة.
وقال الثالث: اللهم إنك تعلم أنه كان لي أجير فأعطيته أجره فغمطه وذهب وتركه فعملت له بأجره حتى صار له بقر وراعيها، قال: فأتاني يطلب أجره فقلت انطلق إلى تلك البقر وراعيها وخذها فقال: يا عبد الله اتق الله ولا تهزأ بي فقلت: انطلق فخذها، فانطلق فأخذها. فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك من مخافتك، فألقها عنا، فألقاها الله عنهم فخرجوا يمشون)) .
قوله من جس وبس: أي بجهد ومشقة.
وقوله. فغمطه. أي احتقره.
وقوله: يتضاغون أي يصيحون.
اسم الکتاب : الترغيب والترهيب لقوام السنة المؤلف : الأصبهاني، إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 271