اسم الکتاب : الترغيب والترهيب لقوام السنة المؤلف : الأصبهاني، إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 188
فصل
253- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنا أبو عمر بن مهدي، نا عبد الله بن حمدان، نا سوادة بن الأسود القيسي، عن أبيه، عن معقل بن يسار، أنه قال لعبيد الله بن زياد وعاده في مرضه الذي مات فيه. فقال له معقل بن يسار: إن كنت لتكرمني في الصحة وتعودني في المرض، وسأحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولولا ما أنا فيه ما حدثتك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((أيما راع غش رعيته فهو في النار)) .
254- أخبرنا أبو نصر عبد الله الحسين بن هارون بنيسابور، أنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النضروي، ثنا محمد بن المظفر الحافظ، نا أبو عمرو أحمد بن محمد بن هارون، نا صهيب بن محمد بن عباد، نا بشر بن إبراهيم، نا عباد بن كثير، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:
-[189]-
((قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن ثماني سنين، فانطلقت بي أمي إليه فقالت: يا رسول الله، إنه ليس أحد من الأنصار إلا وقد أتحفك بهدية، وإني لم أجد شيئاً أتحفك به غير ابني هذا، فأحب أن تقبله مني يخدمك ما بدا لك. قال أنس: فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، ما ضربني ضربة، ولا سبني سبة قط، ولا انتهرني قط، ولا عبس في وجهي قط، وقال: يا بني، اكتم سري تكن مؤمناً. قال: وكانت أمي تسألني عن الشيء من سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أخبرها به، وإن كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألنني عن سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخبرت به، وما أنا بمخبر سر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً حتى أموت. قال: وقال: يا بني عليك بإسباغ الوضوء يزد في عمرك، ويحبك حافظاك. يا بني بالغ في غسلك من الجنابة، فإنك تخرج من مغتسلك وليس عليك ذنب ولا خطيئة. قلت: يا رسول الله، وما المبالغة في الغسل؟ قال: أن تبل أصول الشعر، وتنقي البشرة، يا بني، كن إن استطعت أن تكون على وضوء فافعل، فإنه من أتاه ملك الموت وهو على وضوء أعطى الشهادة، يا بني، إن استطعت أن لا تزال تصلي، فإن الملائكة تصلي عليك ما دمت تصلي، يا بني، إياك والالتفات في الصلاة فإنها هلكة. يا بني، إذا ركعت فارفع يديك عن جنبيك، وضع كفيك على ركبتيك. يا بني، إذا رفعت رأسك من الركوع فأمكن كل عضو موضعه، فإن الله تعالى لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده. يا بني إذا قعدت بين السجدتين فابسط ظهور قدمك على الأرض، وضع إليتيك على عقبيك، فإن ذلك من سنتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة، ولا تقع كما يقعي الكلب، ولا تنقر كما ينقر الديك. يا بني، إذا خرجت من منزلك فلا يقعن بصرك على أحد من أهل القبلة إلا سلمت عليه. فإنك ترجع وقد زاد في حسناتك يا بني إن استطعت أن تمسي وتصبح وليس -[190]- في قلبك غش لأحد فافعل، فإنه أهون عليك في الحساب. يا بني، إن حفظت وصيتي فلا يكون شيء أحب إليك من الموت)) .
قال أهل اللغة: الانتهار: الزجر. والإقعاء: أن يفضي بإليتيه إلى الأرض وينصب ساقيه كما يفعل الكلب.
اسم الکتاب : الترغيب والترهيب لقوام السنة المؤلف : الأصبهاني، إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 188