اسم الکتاب : إبراهيم بن محمد بن سفيان رواياته وزياداته وتعليقاته على صحيح مسلم المؤلف : عبد الله دمفو الجزء : 1 صفحة : 227
قال أبو إسحاق[1]: يقال إنَّ هذا الرجل هو الخضر عليه السلام[2]. [1] نصَّ القاضي عياض على أنَّه أبو إسحاق بن سفيان (إكمال المعلم 8/490) ، والنووي في المنهاج (18/285) ، وكذلك الحافظ ابن حجر في الزهر النضر في نبأ الخضر (ص:64) . ونقل القرطبي في التذكرة (ص:357) كلام أبي إسحاق، لكنه نسبه بأنه السبيعي وهو وهم. [2] يظهر أن أبا إسحاق اعتمد في قوله هذا على دليلين:
أ- ما أخرجه الدارقطني في الأفراد، وابن عساكر من طريق رواد بن الجراح، عن مقاتل بن سليمان، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: الخضر ابن آدم لصلبه، ونُسئ له في أجله حتى يُكذّب الدجال. الزهر النضر (ص:19) ، وانظر الحذر في أمر الخضر لملا علي القاري (ص:76) .
ب- ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/393) حيث أخرج حديث أبي سعيد الخدري ثم قال بعده: وبلغني أنه الخضر الذي يقتله الدجال ثم يحييه.
وهما دليلان لا يقومان حجة لإثبات هذا القول:
فأما حديث ابن عباس فقد أعلّه الحافظ ابن حجر بأن رواد ضعيف، ومقاتل متروك، والضحاك لم يسمع من ابن عباس. الزهر النضر (ص:19) . كما أعلّه قبله ابن كثير بأنه منقطع غريب. البداية والنهاية (1/326) .
وأما حديث عبد الرزاق فلم يسنده، وإنما ذكره بلاغاً من قوله، فليس له حكم الرفع، ولذلك قال ابن كثير: وقول معمر: بلغني، ليس فيه حجة. المرجع السابق (1/334) .
خاصة وأنه يعارض ما عليه جمهور العلماء من أن الخضر ميت وليس بحي.
وقد سئل الإمام البخاري عن حياته فقال: كيف يكون هذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يبقى على رأس مائة سنة من هو اليوم على ظهر الأرض أحد".
وقال ابن العربي: سمعت من يقول: إن الذي يقتله الدجال هو الخضر، وهذه دعوى لا برهان لها. انظر: فتح الباري (13/104) .
وقد وافقهم شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (27/100) ، فقال: "والصواب الذي عليه المحققون أنه ميت، وأنه لم يدرك الإسلام ... " ثم ساق الأدلة على ذلك.
وعلى أيّة حال فإن أبا إسحاق بن سفيان لم يجزم بما قال، بل صدّره بصيغة التمريض (يقال) مما يدلّ على أنه يميل إلى تضعيف هذا القول موافقاً في ذلك جمهور المحققين، والله أعلم.
والخلاف في حياة الخضر أو موته، وكونه نبياًّ أو غير نبي قائم بين العلماء، فانظره في: الزهر النضر لابن حجر (ص:22) وما بعدها، والحذر في أمر الخضر لملا علي القاري (ص:83) وما بعدها.
وحديث مسلم الذي أخرجه من طريق صالح بن كيسان عن الزهري، وصدّر به الباب، أخرجه النسائي كذلك من الطريق نفسه في السنن الكبرى (2/485) كتاب: الحج، باب: منع الدجال من المدينة (4275/3) .
وأخرجه من طريق شعيب عن الزهري:
البخاري في صحيحه (13/101) كتاب: الفتن، باب: لا يدخل الدجال المدينة (رقم:7132) . ومن طريقه البغوي في شرح السنة (15/51/رقم:4258) .
وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/393/رقم:20824) عن معمر، عن الزهري، به. وفي آخره قول معمر المتقدم.
وأخرجه أحمد في مسنده (3/36) . وابن حبان في صحيحه (الإحسان 15/211) (6801) من طريق ابن أبي السري. كلاهما عن عبد الرزاق.
وأخرجه البخاري في صحيحه (4/95) كتاب: فضائل المدينة، باب: لا يدخل الدجال المدينة (رقم:1882) من طريق عقيل بن خالد عن الزهري به.
اسم الکتاب : إبراهيم بن محمد بن سفيان رواياته وزياداته وتعليقاته على صحيح مسلم المؤلف : عبد الله دمفو الجزء : 1 صفحة : 227