responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشكل الحديث وبيانه المؤلف : ابن فورَك    الجزء : 1  صفحة : 477
{وَجَزَاء سَيِّئَة سَيِّئَة مثلهَا}
فَأَما قَوْله فِي الْخَبَر الآخر {إِن الله يضْحك من يأس العبيد وقنوطهم} فَيحْتَمل أَن يُقَال
إِن مَعْنَاهُ أَنه عِنْد يأس العَبْد مِمَّا سوى الله جلّ ذكره يظْهر الله رَحمته وَعطفه ولطفهم فيرحمهم وَلَيْسَ ذَلِك يرجع إِلَى يأس العَبْد من الله جلّ وَعز لِأَن من كَانَ كَذَلِك لم يظْهر لَهُ نعم الله جلّ ذكره
فَأَما قَوْله اللَّهُمَّ ألقه وَهُوَ يضْحك وَأَنت تضحك إِلَيْهِ فَضَحِك الله إِلَيْهِ إِظْهَار لكرامته وضحكه ظُهُور الْفَرح فِيهِ بِمَا يظْهر الله من النعم عَلَيْهِ وَفِيه
فَأَما قَوْله فِي الْخَبَر الآخر وَإِذا ضحك رَبك إِلَى عبد فِي موطن فَلَا حِسَاب عَلَيْهِ فَالْمُرَاد أَيْضا نظره لَهُ وَرَحمته وَأَنه إِذا أبدى نعمه على عبد رفع عَنهُ الْحساب فِيهَا إتماما لنعمه وإكمالا لَهَا ولمننه وفضله فِيهِ
وَكَذَلِكَ قَوْله فَلَا يزَال حَتَّى يضْحك الله مِنْهُ فَإِذا ضحك مِنْهُ قَالَ لَهُ ادخل الْجنَّة
فَالْمَعْنى إِظْهَار إجَابَته والإنعام عَلَيْهِ وإبتداؤه بِالْكَرمِ وَالرَّحْمَة وَلَيْسَ يخرج جَمِيع مَا وصف بِهِ الرب سُبْحَانَهُ من الضحك من أَن يكون مَعْنَاهُ رَاجع إِلَى مَا قُلْنَا فعلى ذَلِك فرتبه للإستحالة فِي وصف الله جلّ وَعز بِمَا هُوَ تكشر الْفَم وَظُهُور الْأَسْنَان وَتغَير الْأَحْوَال لِأَن ذَلِك من صِفَات الْأَجْسَام المحدثة الَّذِي يدل تعاقب الْحُدُوث عَلَيْهَا على حدثها

اسم الکتاب : مشكل الحديث وبيانه المؤلف : ابن فورَك    الجزء : 1  صفحة : 477
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست