responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح المؤلف : القاري، الملا على    الجزء : 1  صفحة : 390
الْفَصْلُ الثَّالِثُ
365 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «مَنْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَبُولُ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقُوهُ مَا كَانَ يَبُولُ إِلَّا قَاعِدًا» . رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، النَّسَائِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الْفَصْلُ الثَّالِثُ
365 - (عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «مَنْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبُولُ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقُوهُ» ) . قَالَ الشَّيْخُ: حَدِيثُ عَائِشَةَ مُسْتَنِدٌ إِلَى عِلْمِهَا فَيُحْمَلُ عَلَى مَا وَقَعَ فِي الْبُيُوتِ ( «مَا كَانَ يَبُولُ إِلَّا قَاعِدًا» ) قَالَ الطِّيبِيُّ: هَذَا يُؤَيِّدُ مَا ذُكِرَ أَنَّ بَوْلَهُ قَائِمًا كَانَ لِعُذْرٍ يَعْنِي لِأَنَّ كَانَ لِلِاسْتِمْرَارِ وَالْعَادَةِ غَالِبًا (رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ) وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ نَقَلَهُ مِيرَكُ (وَالنَّسَائِيُّ) .

366 - وَعَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( «أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَاهُ فِي أَوَّلِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ، فَعَلَّمَهُ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْوُضُوءِ، أَخَذَ غُرْفَةً مِنَ الْمَاءِ، فَنَضَحَ بِهَا فَرْجَهُ» ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالدَّارَقُطْنِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
366 - (وَعَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ) : يُكَنَّى أَبَا أُسَامَةَ، وَأُمُّهُ سَعْدَاءُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي مَعْنٍ خَرَجَتْ بِهِ أُمُّهُ تَزُورُ قَوْمَهَا فَأَغَارَتْ خَيْلٌ لِبَنِي الْقَيْنِ بْنِ الْحُرَّةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَمَرُّوا عَلَى أَبْيَاتٍ مِنْ بَنِي مَعْنٍ رَهْطِ أُمِّ زَيْدٍ، فَاحْتَمَلُوا زَيْدًا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ يُقَالُ: لَهُ ثَمَانُ سِنِينَ، فَوَافَوْا بِهِ سُوقَ عُكَاظٍ، فَعُرِضَ لِلْبَيْعِ فَاشْتَرَاهُ حَكِيمُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ لِعَمَّتِهِ خَدِيجَةَ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَبَتْهُ لَهُ فَقَبَضَهُ، ثُمَّ إِنَّ خَبَرَهُ اتَّصَلَ بِأَهْلِهِ، فَحَضَرَ أَبُوهُ حَارِثَةُ وَعَمُّهُ كَعْبٌ فِي فِدَائِهِ فَخَيَّرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ نَفْسِهِ وَالْمُقَامِ عِنْدَهُ، وَبَيْنَ أَهْلِهِ وَالرُّجُوعِ إِلَيْهِمْ فَاخْتَارَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا يَرَى مِنْ بِرِّهِ وَإِحْسَانِهِ إِلَيْهِمْ فَحِينَئِذٍ «خَرَجَ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْحِجْرِ فَقَالَ: يَا مَنْ حَضَرَ اشْهَدُوا أَنَّ زَيْدًا ابْنِي يَرِثُنِي وَأَرِثُهُ» ) فَصَارَ يُدْعَى زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ إِلَى أَنْ جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ وَنَزَلَ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب: 5] فَقِيلَ لَهُ: زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الذُّكُورِ فِي قَوْلٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَكْبَرَ مِنْهُ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَقِيلَ بِعِشْرِينَ سَنَةً وَزَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْلَاتَهُ أُمَّ أَيْمَنَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةَ، ثُمَّ تَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يُسَمِّ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ غَيْرَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37] رَوَى عَنْهُ أُسَامَةُ وَغَيْرُهُ، وَقُتِلَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ وَهُوَ أَمِيرُ الْجَيْشِ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. (عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ جِبْرِيلَ) : تَقَدَّمَ ضَبْطُهُ ( «أَتَاهُ فِي أَوَّلِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ فَعَلَّمَهُ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ» ) : فَنُزُولُ سُورَةِ الْمَائِدَةِ آخِرًا كَانَ لِتَأْكِيدِ الْحُكْمِ وَتَأْيِيدًا لِلْأَمْرِ (فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْوُضُوءِ) : هَذَا صَرِيحٌ فِي أَنَّ النَّضْحَ بَعْدَ الْوُضُوءِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ بِالنَّضْحِ غَسْلُ الْفَرْجِ كَمَا تَقَدَّمَ (أَخَذَ غُرْفَةً) : بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ (مِنَ الْمَاءِ فَنَضَحَ بِهَا فَرْجَهُ) : حَقِيقَةً أَوْ حِذَاءَهُ. قَالَ الْأَبْهَرِيُّ: وَلَعَلَّهُ لِتَعْلِيمِ الْأُمَّةِ مَا يَدْفَعُ الْوَسْوَسَةَ أَوْ لِقَطْعِ الْبَوْلِ فَإِنَّ النَّضْحَ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ يَرْدَعُ الْبَوْلَ فَلَا يَنْزِلُ مِنْهُ شَيْءٌ بَعْدَ شَيْءٍ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ النَّضْحَ مُخْتَصٌّ بِمَنْ يَسْتَنْجِي بِغَيْرِ الْمَاءِ. (رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالدَّرَقُطْنِيُّ) وَسَنَدُهُ حَسَنٌ.

367 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( «جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ! إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَضِحْ» ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا - يَعْنِي الْبُخَارِيَّ - يَقُولُ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ الرَّاوِي مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
367 - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ!) فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ النَّهْيَ عَنِ النِّدَاءِ بِاسْمِهِ مَخْصُوصٌ بِالْإِنْسَانِ (إِذَا تَوَضَّأْتَ) أَيْ فَرَغْتَ مِنَ الْوُضُوءِ (فَانْتَضِحْ) أَيْ فَرُشَّ الْمَاءَ عَلَى الْفَرْجِ أَوِ السِّرْوَالِ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ) أَيْ: تَفَرَّدَ بِهِ رَاوِيهِ (وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَعْنِي: الْبُخَارِيَّ يَقُولُ) أَيْ مُحَمَّدٌ (الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ الرَّاوِي) : بِسُكُونِ الْيَاءِ رَاوِي هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي تَفَرَّدَ بِهِ (مُنْكَرُ الْحَدِيثِ) : الْمُنْكَرُ مَا تَفَرَّدَ بِهِ مَنْ لَيْسَ ثِقَةً وَلَا ضَابِطًا هُوَ الصَّوَابُ قَالَهُ الطِّيبِيُّ، وَمَعَ ذَلِكَ فَهُوَ لَمْ يَشْتَدَّ ضَعْفُهُ لِتَعَدُّدِ طُرُقِهِ السَّابِقَةِ فَيَكُونُ حُجَّةً فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ.

اسم الکتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح المؤلف : القاري، الملا على    الجزء : 1  صفحة : 390
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست