responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 402
(قَوْلُهُ بَابُ قِرَاءَةِ الرَّجُلِ فِي حِجْرِ امْرَأَتِهِ وَهِي حَائِض)
الْحجر بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُونِ الْجِيمِ وَيَجُوزُ كَسْرُ أَوَّلِهِ قَوْلُهُ وَكَانَ أَبُو وَائِل هُوَ التَّابِعِيّ الْمَشْهُور صَاحب بن مَسْعُود وأثره هَذَا وَصله بن أَبِي شَيْبَةَ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ قَوْلُهُ يُرْسِلُ خَادِمَهُ أَيْ جَارِيَتَهُ وَالْخَادِمُ يُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى قَوْلُهُ إِلَى أَبِي رَزِينٍ هُوَ التَّابِعِيُّ الْمَشْهُورُ أَيْضًا قَوْلُهُ بِعِلَاقَتِهِ بِكَسْرِ الْعَيْنِ أَيِ الْخَيْطِ الَّذِي يُرْبَطُ بِهِ كِيسُهُ وَذَلِكَ مَصِيرٌ مِنْهُمَا إِلَى جَوَازِ حَمْلِ الْحَائِضِ الْمُصْحَفَ لَكِنْ مِنْ غَيْرِ مَسِّهِ وَمُنَاسَبَتُهُ لِحَدِيثِ عَائِشَةَ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ نَظَّرَ حَمْلَ الْحَائِضِ الْعِلَاقَةَ الَّتِي فِيهَا الْمُصْحَفُ بِحَمْلِ الْحَائِضِ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَحْفَظُ الْقُرْآنَ لِأَنَّهُ حَامِلُهُ فِي جَوْفِهِ وَهُوَ مُوَافِقٌ لِمَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَنَعَ الْجُمْهُورُ ذَلِكَ وَفَرَّقُوا بِأَنَّ الْحَمْلَ مُخِلُّ بِالتَّعْظِيمِ وَالِاتِّكَاءَ لَا يُسَمَّى فِي الْعُرْفِ حَمْلًا

[297] قَوْلُهُ سَمِعَ زُهَيْرًا هُوَ بن مُعَاوِيَة الْجعْفِيّ وَمَنْصُور بن صَفِيَّةَ مَنْسُوبٌ إِلَى أُمِّهِ لِشُهْرَتِهَا وَهُوَ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَبِيُّ وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ مِنْ صِغَارِ الصَّحَابَةِ قَوْلُهُ ثُمَّ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَلِلْمُصَنِّفِ فِي التَّوْحِيدِ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ فَعَلَى هَذَا فَالْمُرَادُ بِالِاتِّكَاءِ وَضْعُ رَأْسِهِ فِي حجرها قَالَ بن دَقِيقِ الْعِيدِ فِي هَذَا الْفِعْلِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْحَائِضَ لَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ لِأَنَّ قِرَاءَتَهَا لَوْ كَانَتْ جَائِزَةً لَمَا تُوُهِّمَ امْتِنَاعُ الْقِرَاءَةِ فِي حِجْرِهَا حَتَّى احْتِيجَ إِلَى التَّنْصِيصِ عَلَيْهَا وَفِيهِ جَوَازُ مُلَامَسَةِ الْحَائِضِ وَأَنَّ ذَاتَهَا وَثِيَابَهَا عَلَى الطَّهَارَةِ مَا لَمْ يَلْحَقْ شَيْئًا مِنْهَا نَجَاسَةٌ وَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى مَنْعِ الْقِرَاءَةِ فِي الْمَوَاضِعِ الْمُسْتَقْذَرَةِ وَفِيهِ جَوَازُ الْقِرَاءَةِ بِقُرْبِ مَحَلِّ النَّجَاسَةِ قَالَهُ النَّوَوِيُّ وَفِيهِ جَوَازُ اسْتِنَادِ الْمَرِيضِ فِي صَلَاتِهِ إِلَى الْحَائِضِ إِذَا كَانَتْ أَثْوَابُهَا طَاهِرَة قَالَه الْقُرْطُبِيّ

(قَوْلُهُ بَابُ مَنْ سَمَّى النِّفَاسَ حَيْضًا)
قِيلَ هَذِهِ التَّرْجَمَةُ مَقْلُوبَةٌ لِأَنَّ حَقَّهَا أَنْ يَقُولَ مَنْ سَمَّى الْحَيْضَ نِفَاسًا وَقِيلَ يُحْمَلُ عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ وَالتَّقْدِيرَ مَنْ سَمَّى حَيْضًا النِّفَاسَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ مَنْ سَمَّى مَنْ أَطْلَقَ لَفْظَ النِّفَاسِ عَلَى الْحَيْضِ فَيُطَابِقُ مَا فِي الْخَبَرِ بِغَيْرِ تَكَلُّفٍ وَقَالَ الْمُهَلَّبُ وَغَيْرُهُ لَمَّا لَمْ يَجِدِ الْمُصَنِّفُ نَصًّا عَلَى شَرْطِهِ فِي النُّفَسَاءِ وَوَجَدَ تَسْمِيَةَ الْحَيْضِ نِفَاسًا فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَهِمَ مِنْهُ أَنَّ حُكْمَ دَمِ النِّفَاسِ حُكْمُ دَمِ الْحَيْضِ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ التَّرْجَمَةَ فِي التَّسْمِيَةِ لَا فِي الْحُكْمِ وَقَدْ نَازَعَ الْخَطَّابِيُّ فِي التَّسْوِيَةِ بَيْنَهمَا مِنْ حَيْثُ الِاشْتِقَاق كَمَا سَيَأْتِي وَقَالَ بن رَشِيدٍ وَغَيْرُهُ مُرَادُ الْبُخَارِيُّ أَنْ يُثْبِتَ أَنَّ النِّفَاسَ هُوَ الْأَصْلُ فِي تَسْمِيَةِ الدَّمِ الْخَارِجِ وَالتَّعْبِيرُ بِهِ تَعْبِيرٌ بِالْمَعْنَى الْأَعَمِّ وَالتَّعْبِيرُ عَنْهُ بِالْحَيْضِ تَعْبِيرٌ بِالْمَعْنَى الْأَخَصِّ فَعَبَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَوَّلِ وَعَبَّرَتْ أُمُّ سَلَمَةَ بِالثَّانِي فَالتَّرْجَمَةُ عَلَى هَذَا مُطَابِقَةٌ لِمَا عَبَّرَتْ بِهِ أُمُّ سَلَمَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

[298] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا هِشَامٌ هُوَ الدَّسْتُوَائِيُّ قَوْلُهُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَخْرَجَهَا مِنْ طَرِيقِ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَوْلُهُ مُضْطَجِعَةٌ بِالرَّفْعِ وَيَجُوزُ النَّصْبُ قَوْلُهُ فِي خَمِيصَةٍ بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ كِسَاءٌ أَسْوَدُ لَهُ أَعْلَامٌ يَكُونُ مِنْ صُوفٍ وَغَيْرِهِ وَلَمْ أَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ

الْحَاكِم أَن بن معِين ضعفه وَقَالَ الْأَزْدِيّ يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ قلت لم يَصح عَن بن معِين تَضْعِيفه والأزدي قد قَررنَا أَنه لَا يعْتد بِهِ وَلم يخرج لَهُ البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد فِي الصَّلَاة مُتَابعَة وروى لَهُ الْبَاقُونَ ... حرف الذَّال الْمُعْجَمَة ع ذَر بن عبد الله المرهبي أَبُو عَمْرو الْكُوفِي أحد الثِّقَات الْأَثْبَات وَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم وبن نمير وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ مرجئا وهجره إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَسَعِيد بن جُبَير لذَلِك وروى لَهُ الْجَمَاعَة ... حرف الرَّاء الرّبيع بن يحيى بن مقسم الْأُشْنَانِي أَبُو الْفضل الْبَصْرِيّ من شُيُوخ البُخَارِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ ثِقَة ثَبت وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يُخطئ فِي حَدِيثه عَن الثَّوْريّ وَشعْبَة قلت مَا أخرج عَنهُ البُخَارِيّ إِلَّا من حَدِيثه عَن زَائِدَة فَقَط ع رفيع أَبُو الْعَالِيَة الريَاحي من كبار التَّابِعين مَشْهُور بكنيته وَثَّقَهُ بن معِين وَغَيره حَتَّى قَالَ أَبُو الْقَاسِم اللالكائي مجمع على ثقته إِلَّا أَنه كثير الْإِرْسَال عَمَّن أدْركهُ وَذكره بن عدي فِي الْكَامِل وَنقل عَن حَرْمَلَة عَن الشَّافِعِي أَنه قَالَ حَدِيث أبي الْعَالِيَة الريَاحي ريَاح قَالَ بن عدي وعني الشَّافِعِي بذلك حَدِيثه فِي الضحك فِي الصَّلَاة قَالَ وكل من رَوَاهُ غَيره فَإِنَّمَا مدارهم ورجوعهم على أبي الْعَالِيَة والْحَدِيث لَهُ وَبِه يعرف وَمن أَجله تكلمُوا فِي أبي الْعَالِيَة وَسَائِر أَحَادِيثه مُسْتَقِيمَة قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة لَكِن لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى ثَلَاثَة أَحَادِيث من رِوَايَته عَن بن عَبَّاس خَاصَّة ع روح بن عبَادَة الْقَيْسِي أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ أدْركهُ البُخَارِيّ بِالسِّنِّ وَلم يلقه وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة وَثَّقَهُ عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَيحيى بن معِين وَيَعْقُوب بن شيبَة وَأَبُو عَاصِم وبن سعد وَالْبَزَّار وَأثْنى عَلَيْهِ أَحْمد وَغَيره وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة قلت لِابْنِ معِين زَعَمُوا أَن يحيى الْقطَّان كَانَ يتَكَلَّم فِيهِ فَقَالَ بَاطِل مَا تكلم فِيهِ وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ كَانَ بن مهْدي يطعن عَلَيْهِ فِي أَحَادِيث لِابْنِ أبي ذِئْب ومسائل عَن الزُّهْرِيّ كَانَت عِنْده فَلَمَّا قدمت الْمَدِينَة أخرجهَا إِلَيّ معن بن عِيسَى وَقَالَ هِيَ عِنْد بَصرِي لكم يُقَال لَهُ روح سَمعهَا مَعنا قَالَ فَأتيت بن مهْدي فَأَخْبَرته فَقَالَ استحله لي وَكَانَ عَفَّان يطعن عَلَيْهِ فَرد ذَلِك عَلَيْهِ أَبُو خَيْثَمَة فَسكت عَنهُ وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَة أَشد مَا رَأَيْت عَنهُ أَنه حدث مرّة فَرد عَلَيْهِ بن الْمَدِينِيّ اسْما فمحاه من كِتَابه وَأثبت مَا قَالَ لَهُ عَليّ قلت هَذَا يدل على إنصافه وَقَالَ أَبُو مَسْعُود طعن عَلَيْهِ اثْنَا عشر رجلا فَلم ينفذ قَوْلهم فِيهِ قلت احْتج بِهِ الْأَئِمَّة كلهم ... حرف الزَّاي خَ م د ت ق الزبير بن خريت الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم وَغَيرهم وَحكى الْبَاجِيّ فِي رجال البُخَارِيّ عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ أَنه قَالَ تَركه شُعْبَة قلت وَالَّذِي رَأَيْته عَن عَليّ أَنه قَالَ لم يرو عَنهُ شُعْبَة وَبَين اللَّفْظَيْنِ فرقان وَقد روى لَهُ الْجَمَاعَة سوى النَّسَائِيّ ع زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق الْمَكِّيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَأحمد وَأَبُو

اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست