responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 316
وَحَكَى الشَّافِعِيُّ عَمَّنْ لَقِيَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ التَّقْدِيرَ إِذَا قُمْتُمْ مِنَ النَّوْمِ وَتَقَدَّمَ أَنَّ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ وَقَالَ كَانَ الْوُضُوءُ لِكُلِّ صَلَاةٍ وَاجِبًا ثُمَّ اخْتَلَفُوا هَلْ نُسِخَ أَوِ اسْتَمَرَّ حُكْمُهُ وَيَدُلُّ عَلَى النَّسْخِ مَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ بن خُزَيْمَةَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلَاةٍ فَلَمَّا شَقَّ عَلَيْهِ أُمِرَ بِالسِّوَاكِ وَذَهَبَ إِلَى اسْتِمْرَارِ الْوُجُوبِ قَوْمٌ كَمَا جزم بِهِ الطَّحَاوِيّ وَنَقله بن عبد الْبر عَن عِكْرِمَة وبن سِيرِينَ وَغَيْرِهِمَا وَاسْتَبْعَدَهُ النَّوَوِيُّ وَجَنَحَ إِلَى تَأْوِيلِ ذَلِكَ إِنْ ثَبَتَ عَنْهُمْ وَجَزَمَ بِأَنَّ الْإِجْمَاعَ اسْتَقَرَّ عَلَى عَدَمِ الْوُجُوبِ وَيُمْكِنُ حَمْلُ الْآيَةِ عَلَى ظَاهِرِهَا مِنْ غَيْرِ نَسْخٍ وَيَكُونُ الْأَمْرُ فِي حَقِّ الْمُحْدِثِينَ عَلَى الْوُجُوبِ وَفِي حَقِّ غَيْرِهِمْ عَلَى النَّدْبِ وَحَصَلَ بَيَانُ ذَلِكَ بِالسُّنَّةِ كَمَا فِي حَدِيثِ الْبَابِ

[214] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ هُوَ الْفِرْيَابِيُّ وَسُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ قَوْلُهُ وَحَدَّثَنَا مُسَدِّدٌ هُوَ تَحْوِيلٌ إِلَى إِسْنَادٍ ثَانٍ قَبْلَ ذِكْرِ الْمَتْنِ وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ وَإِنْ كَانَ الْأَوَّلُ أَعْلَى لِتَصْرِيحِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِيهِ بِالتَّحْدِيثِ وَعَمْرُو بْنُ عَامِرٍ كُوفِيٌّ أَنْصَارِيٌّ وَقِيلَ بَجَلِيٌّ وَصَحَّحَ الْمِزِّيُّ أَنَّ الْبَجَلِيَّ رَاوٍ آخَرُ غَيْرُ هَذَا الْأَنْصَارِيِّ وَلَيْسَ لِهَذَا فِي الْبُخَارِيِّ غَيْرُ ثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ كُلُّهَا عَنْ أَنَسٍ وَلَيْسَ لِلْبَجَلِيِّ عِنْدَهُ رِوَايَةٌ وَقَدْ يَلْتَبِسُ بِهِ عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ بِضَمِّ الْعَيْنِ رَاوٍ آخَرُ بَصْرِيٌّ سُلَمِيٌّ أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ شَيْءٌ قَوْلُهُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ أَيْ مَفْرُوضَةٍ زَادَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ طَاهِرًا أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ وَظَاهِرُهُ أَنَّ تِلْكَ كَانَتْ عَادَتَهُ لَكِنَّ حَدِيثَ سُوَيْدٍ الْمَذْكُورَ فِي الْبَابِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ الْغَالِبُ قَالَ الطَّحَاوِيُّ يُحْتَمَلُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ وَاجِبًا عَلَيْهِ خَاصَّةً ثُمَّ نُسِخَ يَوْمَ الْفَتْحِ لِحَدِيثِ بُرَيْدَةَ يَعْنِي الَّذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الصَّلَوَاتِ يَوْمَ الْفَتْحِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ وَأَنَّ عُمَرَ سَأَلَهُ فَقَالَ عَمْدًا فَعَلْتُهُ وَقَالَ يُحْتَمَلُ أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُهُ اسْتِحْبَابًا ثُمَّ خَشِيَ أَنْ يُظَنَّ وُجُوبُهُ فَتَرَكَهُ لِبَيَانِ الْجَوَازِ قُلْتُ وَهَذَا أَقْرَبُ وَعَلَى تَقْدِيرِ الْأَوَّلِ فَالنَّسْخُ كَانَ قَبْلَ الْفَتْحِ بِدَلِيلِ حَدِيثِ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانَ فَإِنَّهُ كَانَ فِي خَيْبَرَ وَهِيَ قَبْلَ الْفَتْحِ بِزَمَانٍ قَوْلُهُ كَيْفَ كُنْتُمْ الْقَائِلُ عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ وَالْمُرَادُ الصَّحَابَةُ وَلِلنَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرٍو أَنَّهُ سَأَلَ أَنَسًا أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ قَالَ نَعَمْ وَلِابْنِ مَاجَهْ وَكُنَّا نَحْنُ نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ قَوْلُهُ يُجْزِئُ بِالضَّمِّ مِنْ أَجْزَأَ أَيْ يَكْفِي وَلِلْإِسْمَاعِيلِيِّ يَكْفِي

[215] قَوْله حَدثنَا سُلَيْمَان هُوَ بن بِلَالٍ وَمَبَاحِثُ الْمَتْنِ تَقَدَّمَتْ قَرِيبًا وَأَفَادَتْ هَذِهِ الطَّرِيقُ التَّصْرِيحَ بِالْإِخْبَارِ مِنْ يَحْيَى وَشَيْخِهِ وَلَيْسَ لِسُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثُ الْوَاحِدُ وَقَدْ أَخْرَجَهُ فِي مَوَاضِعَ كَمَا تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ وَهُوَ أَنْصَارِيٌّ حَارِثِيٌّ شَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ كَمَا سَيَأْتِي فِي الْمَغَازِي إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى وَذكر بن سَعْدٍ أَنَّهُ شَهِدَ قَبْلَ ذَلِكَ أُحُدًا وَمَا بعْدهَا

الْأَخْنَس بن شريق حَكَاهُ بن بشكوال والقرشيان صَفْوَان بن أُميَّة وَرَبِيعَة رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَقيل الْأسود بن عبد يَغُوث حَكَاهُ بن بشكوال قَول سُفْيَان حَدثنَا مَنْصُور وبن أبي نجيح أَو حميد يَعْنِي بن قيس الْأَعْرَج قَوْله وقيله يَا رب الخ لم يعين قَائِله وَكنت أَظُنهُ من جملَة قَول مُجَاهِد فَلم أَجِدهُ مَنْقُولًا عَن مُجَاهِد ثمَّ وجدت فِي كَلَام أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز نَحوه وَهُوَ كثير النَّقْل مِنْهُ كَمَا علمت قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وقيله يَا رب نَصبه فِي قَوْلِ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ عَلَى يسمع سرهم ونجواهم وقيله وَقَالَ غَيره هِيَ فِي مَوضِع الْفِعْل وَيَقُول قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ الْعَرَب تَقول نَحن مِنْك الْبَراء الخ هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز بِمَعْنَاهُ قَوْله فِي الدُّخان الْأَعْمَش عَن مُسلم هُوَ أَبُو الضُّحَى قَوْله قَالَ عبد الله يَعْنِي بن مَسْعُود إِنَّمَا كَانَ هَذَا أَي قَوْله فَارْتَقِبْ يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين وَأَشَارَ بذلك إِلَى مَا أخرجه مُسلم فِي أول هَذَا الحَدِيث قَالَ جَاءَ إِلَى عبد الله رجل فَقَالَ تركت رجلا فِي الْمَسْجِد يُفَسر هَذِه الْآيَة يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين قَالَ يَأْتِي النَّاس يَوْم الْقِيَامَة دُخان فَيَأْخُذ بِأَنْفَاسِهِمْ حَتَّى يَأْخُذهُمْ مِنْهُ كَهَيئَةِ الزُّكَام فَقَالَ عبد الله إِنَّمَا كَانَ هَذَا فَذكر الحَدِيث وَالرجل الْمَذْكُور يحْتَمل أَن يُفَسر بِأبي مَالك الْأَشْعَرِيّ فَإِن الطَّبَرَانِيّ أخرج فِي تَرْجَمته من طَرِيق شُرَيْح بن عبيد عَنهُ فِي أثْنَاء حَدِيث قَالَ الدُّخان يَأْخُذ الْمُؤمن كالزكمة وَقَالَ غَيره تبع مُلُوك الْيمن الخ هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة أَيْضا حَدِيث بن مَسْعُود قيل يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ فَإِنَّهَا قد هَلَكت قَالَ لمضر إِنَّك لجريء وَفِي رِوَايَة للمؤلف فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَان يَعْنِي بن حَرْب فَقَالَ أَي مُحَمَّد إِن قَوْمك هَلَكُوا وَفِي تَرْجَمَة كَعْب بن مرّة فِي الْمعرفَة لِابْنِ مَنْدَه بِإِسْنَادِهِ إِلَيْهِ قَالَ دَعَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُضَرَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله قد نصرك الله وأعطاك واستجاب لَك وَإِن قَوْمك قوم هَلَكُوا فَادع الله لَهُم فَذكر الحَدِيث فَهَذَا أولى أَن يُفَسر بِهِ الْقَائِل لقَوْله يَا رَسُول الله بِخِلَاف أبي سُفْيَان فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ جَاءَ أَيْضا مستشفعا لكنه لم يكن أسلم إِذْ ذَاك قَوْله فِي الْأَحْقَاف وَقَالَ بَعضهم أَثَرَة وأثرة وأثارة بَقِيَّة من علم هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز قَوْلُهُ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بكر شيئاأبهم القَوْل وَكَانَ الَّذِي دَار بَين مَرْوَان وَعبد الرَّحْمَن فِي ذَلِك أَن مَرْوَان لما تكلم فِي الْبيعَة ليزِيد بن مُعَاوِيَة قَالَ سنة أبي بكر وَعمر فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بل سنة هِرقل بَينه الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه ... من أول الْقِتَال إِلَى آخر الْوَاقِعَة حَدِيث إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة حَدثنَا حَاتِم هُوَ بن إِسْمَاعِيل عَن مُعَاوِيَة هُوَ بن أبي المزرد حَدِيث الْبَراء بَيْنَمَا رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقْرَأ هُوَ أسيد بن حضير كَمَا تقدم حَدثنَا أَحْمد بن إِسْحَاق السّلمِيّ حَدثنَا يعلى هُوَ بن عبيد قَوْله فِيهِ فَقَالَ رَجُلٌ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُدْعَوْنَ إِلَى كتاب الله فَقَالَ عَليّ نعم الرجل هُوَ الْأَشْعَث بن قيس حَدِيث بن أبي مليكَة وَأَشَارَ الآخر بِرَجُل آخر تقدم عِنْده وَيَأْتِي أَن عمر أَشَارَ بالأقرع بن حَابِس وَأَشَارَ أَبُو بكر بالقعقاع بن معبد بن زُرَارَة قَوْلُهُ وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ يَعْنِي أَبَا بكر الصّديق لِأَنَّهُ جد عبد الله بن الزبير لأمه وَقد روى بن مرْدَوَيْه من طَرِيق مُخَارق عَن طَارق عَن أبي بكر أَنه قَالَ ذَلِك أَيْضا حَدِيثِ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتقدَ ثَابت بن قيس بن شماس فَقَالَ رجل أَنا أعلم لَك علمه هُوَ سعد بن معَاذ وَقيل أَبُو مَسْعُود وَقَوله وَقَالَ غَيره نضيد الكفري الخ هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز بِمَعْنَاهُ قَوْله وَقَالَ غَيره تَذْرُوهُ تفرقه لم

اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست