responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 272
أَنَّهُ لَمْ يُرْوَ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ أَنَسٍ وَذَلِكَ لِطُولِ عُمْرِهِ وَلِطَلَبِ النَّاسِ عُلُوَّ السَّنَدِ كَذَا قَالَ وَقَدْ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ هَذِهِ الْقِصَّةُ رَوَاهَا الْعَدَدُ الْكَثِيرُ مِنَ الثِّقَاتِ عَنِ الْجَمِّ الْغَفِيرِ عَنِ الْكَافَّةِ مُتَّصِلًا عَنْ جُمْلَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ بَلْ لَمْ يُؤْثَرْ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ إِنْكَارُ ذَلِكَ فَهُوَ مُلْتَحِقٌ بِالْقَطْعِيِّ مِنْ مُعْجِزَاتِهِ انْتَهَى فَانْظُرْ كَمْ بَيْنَ الْكَلَامَيْنِ مِنَ التَّفَاوُتِ وَسَنُحَرِّرُ هَذَا الْمَوْضِعَ فِي كِتَابِ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

(قَوْلُهُ بَابُ الْمَاءِ)
أَيْ حُكْمِ الْمَاءِ الَّذِي يُغْسَلُ بِهِ شَعْرُ الْإِنْسَانِ أَشَارَ الْمُصَنِّفُ إِلَى أَنَّ حُكْمَهُ الطَّهَارَةُ لِأَنَّ الْمُغْتَسِلَ قَدْ يَقَعُ فِي مَاءِ غُسْلِهِ مِنْ شَعْرِهِ فَلَوْ كَانَ نَجِسًا لَتَنَجَّسَ الْمَاءُ بِمُلَاقَاتِهِ وَلَمْ يُنْقَلْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَجَنَّبَ ذَلِكَ فِي اغْتِسَالِهِ بَلْ كَانَ يُخَلِّلُ أُصُولَ شَعْرِهِ كَمَا سَيَأْتِي وَذَلِكَ يُفْضِي غَالِبًا إِلَى تَنَاثُرِ بَعْضِهِ فَدَلَّ عَلَى طَهَارَتِهِ وَهُوَ قَوْلُ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ وَكَذَا قَالَهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْقَدِيمِ وَنَصَّ عَلَيْهِ فِي الْجَدِيدِ أَيْضًا وَصَحَّحَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهِيَ طَرِيقَةُ الْخُرَاسَانِيِّينَ وَصَحَّحَ جَمَاعَةٌ الْقَوْلَ بِتَنْجِيسِهِ وَهِيَ طَرِيقَةُ الْعِرَاقِيِّينَ وَاسْتَدَلَّ الْمُصَنِّفُ عَلَى طَهَارَتِهِ بِمَا ذَكَرَهُ مِنَ الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ شَعْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكرم لَا يُقَاس عَلَيْهِ غَيره ونقضه بن الْمُنْذِرِ وَالْخَطَّابِيُّ وَغَيْرُهُمَا بِأَنَّ الْخُصُوصِيَّةَ لَا تَثْبُتُ إِلَّا بِدَلِيلٍ وَالْأَصْلُ عَدَمُهُ قَالُوا وَيَلْزَمُ الْقَائِلُ بِذَلِكَ أَنْ لَا يَحْتَجَّ عَلَى طَهَارَةِ الْمَنِيِّ بِأَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا مَكَان أَنْ يُقَالَ لَهُ مَنِيُّهُ طَاهِرٌ فَلَا يُقَاسُ عَلَى غَيْرِهِ وَالْحَقُّ أَنَّ حُكْمَهُ حُكْمُ جَمِيعِ الْمُكَلَّفِينَ فِي الْأَحْكَامِ التَّكْلِيفِيَّةِ إِلَّا فِيمَا خُصَّ بِدَلِيلٍ وَقَدْ تَكَاثَرَتِ الْأَدِلَّةُ عَلَى طَهَارَةِ فَضَلَاتِهِ وَعَدَّ الْأَئِمَّةُ ذَلِكَ فِي خَصَائِصِهِ فَلَا يُلْتَفَتُ إِلَى مَا وَقَعَ فِي كُتُبِ كَثِيرٍ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ مِمَّا يُخَالِفُ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَقَرَّ الْأَمْرُ بَيْنَ أَئِمَّتُهُمْ عَلَى الْقَوْلِ بِالطَّهَارَةِ وَهَذَا كُلُّهُ فِي شَعْرِ الْآدَمِيِّ أَمَّا شَعْرُ الْحَيَوَانِ غَيْرُ الْمَأْكُولِ الْمُذَكَّى فَفِيهِ اخْتِلَافٌ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ الشَّعْرَ هَلْ تُحِلُّهُ الْحَيَاةُ فَيَنْجُسُ بِالْمَوْتِ أَوْ لَا فَالْأَصَحُّ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ أَنَّهُ يَنْجُسُ بِالْمَوْتِ وَذهب جُمْهُور الْعلمَاء إِلَى خِلَافه وَاسْتدلَّ بن الْمُنْذِرِ عَلَى أَنَّهُ لَا تُحِلُّهُ الْحَيَاةُ فَلَا يَنْجُسُ بِالْمَوْتِ وَلَا بِالِانْفِصَالٍ بِأَنَّهُمْ أَجْمَعُوا عَلَى طَهَارَةِ مَا يُجَزُّ مِنَ الشَّاةِ وَهِيَ حَيَّةٌ وَعَلَى نَجَاسَةِ مَا يُقْطَعُ مِنْ أَعْضَائِهَا وَهِيَ حَيَّةٌ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى التَّفْرِقَةِ بَيْنَ الشَّعْرِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَجْزَائِهَا وَعَلَى التَّسْوِيَةِ بَيْنَ حَالَتَيِ الْمَوْتِ وَالِانْفِصَالِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَالَ الْبَغَوِيُّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَاةِ مَيْمُونَةَ إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا يُسْتَدَلُّ بِهِ لِمَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ مَا عَدَا مَا يُؤْكَلُ مِنْ أَجْزَاءِ الْمَيْتَةِ لَا يَحْرُمُ الِانْتِفَاعُ بِهِ اه وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى رِيشِ الْمَيْتَةِ وَعَظْمِهَا فِي بَابٍ مُفْرَدٍ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ وَكَانَ عَطَاءٌ هَذَا التَّعْلِيقُ وَصَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ فِي أَخْبَارِ مَكَّةَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ إِلَى عَطاء وَهُوَ بن أَبِي رَبَاحٍ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِالِانْتِفَاعِ بِشُعُورِ النَّاسِ الَّتِي تُحْلَقُ بِمِنًى قَوْلُهُ وَسُؤْرِ الْكِلَابِ هُوَ بِالْجَرِّ عَطْفًا عَلَى قَوْلِهِ الْمَاءِ وَالتَّقْدِيرُ وَبَابُ سُؤْرِ الْكِلَابِ أَيْ مَا حُكْمُهُ وَالسُّؤْرُ الْبَقِيَّةُ وَالظَّاهِرُ مِنْ تَصَرُّفِ الْمُصَنِّفِ أَنَّهُ يَقُولُ بِطَهَارَتِهِ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ بَعْدَ قَوْلِهِ فِي الْمَسْجِدِ وَأَكْلُهَا وَهُوَ مِنْ إِضَافَةِ الْمَصْدَرِ إِلَى الْفَاعِلِ قَوْلُهُ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ جَمَعَ الْمُصَنِّفُ فِي هَذَا الْبَابِ

البدري قَالَ كُنَّا نحامل فجَاء رجل فَتصدق بِشَيْء كثير فَقَالُوا مراء وَجَاء رجل فَتصدق بِصَاع فَقَالُوا إِن الله لَغَنِيّ الحَدِيث فِي التَّفْسِير عِنْد المُصَنّف وَجَاء أَبُو عقيل بِنصْف صَاع أما الْمُتَصَدّق بالكثير فَقيل هُوَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف ذكره الْوَاقِدِيّ وَذكر أَن المَال الْمَذْكُور كَانَ ثَمَانِيَة آلَاف وَقيل عَاصِم بن عدي وَكَانَ تصدق بِمِائَة وسق وَأما الْمُتَصَدّق بِصَاع فَفِي صَحِيح مُسلم أَنه أَبُو خَيْثَمَة أخرجه فِي قصَّة كَعْب بن مَالك فِي حَدِيثه الطَّوِيل وَفِيهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ فَإِذَا هُوَ أَبُو خَيْثَمَةَ الْأنْصَارِيّ وَهُوَ الَّذِي تصدق بِصَاع حَتَّى لَمَزَهُ الْمُنَافِقُونَ وَاسْمُ أَبِي خَيْثَمَةَ هَذَا عَبْدُ الله وَقيل مَالك بن قيس وروى سمويه فِي فَوَائده وبن قَانِع وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط فِي تَرْجَمَة مُوسَى بن هَارُون الْحمال من طَرِيق عميرَة بنت سهل صَاحب الصَّاع الَّذِي لمزه المُنَافِقُونَ أَنه خرج بِزَكَاتِهِ بِصَاع من تمر وبابنته عميرَة حَتَّى أَتَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ قِصَّةَ وَسَهل هَذَا هُوَ بن رَافع بن أبي عَمْرو البلوي وَأما أَبُو عقيل فاسمه عبد الرَّحْمَن بن شَيْخَانِ ذكره بن الْكَلْبِيّ فِي تَفْسِيره وَأخرجه بن مَنْدَه من طَرِيقه وَقيل اسْمه جثجاث بجيمين وثاءين مثلثتين وَحكى عَن قَتَادَة ذَلِك وَذكره السُّهيْلي وَقَالَ أَوله حاء مُهْملَة وَوَقع فِي أَسبَاب النُّزُول وَغَيره أَن أَبَا عقيل تصدق بِصَاع وَلَا يَنْبَغِي أَن يعد ذَلِك خلافًا لِأَن الَّذِي فِي الصَّحِيحَيْنِ أصح وعَلى مَا حررته لَا يبْقى اخْتِلَاف وَأما اللامزون فروى الْخَطِيب فِي الْمُتَّفق فِي تَرْجَمَة زيد بن أسلم من طَرِيق مغازي الْوَاقِدِيّ قَالَ جَاءَ زيد بن أسلم الْعجْلَاني بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ مُعَتِّبُ بْنُ قُشَيْرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَبْتَلَ إِنَّمَا أَرَادَ الرِّيَاء فَنزلت الْآيَة حَدِيث عَائِشَة دخلت امْرَأَة مَعهَا ابنتان لَهَا لم أعرف اسْمهَا وَلَا ابنتيها حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبِي هُوَ يحيى بن سعيد الْأمَوِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله أَي الصَّدَقَة أعظم أجرا لم أعرف اسْمه وَيحْتَمل أَن يكون أَبَا ذَر لثُبُوت معنى ذَلِك من حَدِيثه عَن فراس هُوَ بن يحيى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ رجل لأتصدقن بِصَدقَة لم أعرف اسْم وَاحِد من الثَّلَاثَة الْمُتَصَدّق عَلَيْهِم وَلَا اسْم الْمُتَصَدّق أَن معن بن يزِيد قَالَ بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا وَأبي وجدي اسْم جده الْأَخْنَس وَهُوَ السّلمِيّ وَوَقع فِي الصَّحَابَة لمطين أَن اسْم جده ثَوْر لَكِن جزم بن حبَان وَغَيره بِأَن ثورا جده لأمه حَدثنِي إِسْمَاعِيل هُوَ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي أَخِي هُوَ أَبُو بَكْرٍ بن عبد الحميد عَن سُلَيْمَان هُوَ بن بِلَال مَا من يَوْم يصبح الْعباد فِيهِ إِلَّا ملكان ينزلان لم يعينا جَعْفَر هُوَ بن ربيعَة عَن بن هُرْمُز هُوَ عبد الرَّحْمَن يحيى بن سعيد أَخْبرنِي عَمْرو سمع أَبَاهُ عَمْرو هُوَ بن يحيى بن عمَارَة بن أبي حسن حَدِيث أبي سعيد أَن أَعْرَابِيًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْهِجْرَة لم أَقف على اسْمه قَوْله رَوَاهُ بكير هُوَ بن عبد الله بن الْأَشَج قَوْله فَزعم بن مَسْعُود أَنه وَولده أَحَق من تَصَدَّقت بِهِ عَلَيْهِم قلت مَا عرفت من أَوْلَاد عبد الله بن مَسْعُود أحدا وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي رِوَايَةِ فَوجدت امْرَأَة من الْأَنْصَار على الْبَاب حَاجَتهَا مثل حَاجَتي اسْمهَا زَيْنَب أَيْضا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ شُعْبَةَ عَن الْأَعْمَش بِسَنَدِهِ وَأخرجه النَّسَائِيّ أَيْضا حَدِيث أم سَلمَة إِلَى أجر أَن أنْفق على بني أبي سَلمَة إِنَّمَا هم بني هم سَلمَة وَعَمْرو وَزَيْنَب وَعبد الله ودرة أَوْلَاد أم سَلمَة من أبي سَلمَة بن عبد الْأسد حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا ينقم بن جميل قَالَ بن مَنْدَه لَا يعرف اسْمه وَمِنْهُم من سَمَّاهُ حميدا وَقيل عبد الله وَحَدِيث سعد أعْطى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رهطا وَأَنا جَالس فيهم فَترك رجلا تقدم فِي الْإِيمَان وَأَنه جعيل بن سراقَة اللَّيْث حَدثنِي بن أبي جَعْفَر هُوَ عبد الله عَن الشّعبِيّ حَدثنِي كَاتب الْمُغيرَة بن شُعْبَة هُوَ وراد صَالح هُوَ بن كيسَان عَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد أَنه قَالَ سَمِعت أبي هُوَ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ عَبَّاس السَّاعِدِيّ هُوَ بن سهل بن سعد إِذا امْرَأَة

اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 272
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست