responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 260
وَالِاسْتِنْشَاقِ وَقَدْ ذَكَرُوا أَنَّ حِكْمَةَ ذَلِكَ اعْتِبَارُ أَوْصَافِ الْمَاءِ لِأَنَّ اللَّوْنَ يُدْرَكُ بِالْبَصَرِ وَالطَّعْمَ يُدْرَكُ بِالْفَمِ وَالرِّيحَ يُدْرَكُ بِالْأَنْفِ فَقُدِّمَتِ الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ وَهُمَا مَسْنُونَانِ قَبْلَ الْوَجْهِ وَهُوَ مَفْرُوضٌ احْتِيَاطًا لِلْعِبَادَةِ وَسَيَأْتِي ذِكْرُ حِكْمَةِ الِاسْتِنْثَارِ فِي الْبَابِ الَّذِي يَلِيهِ قَوْلُهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ أَيْ كُلُّ وَاحِدَةٍ كَمَا بَيَّنَهُ الْمُصَنِّفُ فِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي الصَّوْمِ وَكَذَا لِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ وَفِيهَا تَقْدِيمُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى وَالتَّعْبِيرُ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا بِثُمَّ وَكَذَا الْقَوْلُ فِي الرِّجْلَيْنِ أَيْضًا قَوْلُهُ ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ هُوَ بِحَذْفِ الْبَاءِ فِي الرِّوَايَتَيْنِ الْمَذْكُورَتَيْنِ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ طُرُقِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ ذِكْرُ عَدَدِ الْمَسْحِ وَبِهِ قَالَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ وَقَالَ الشَّافِعِيُّ يُسْتَحَبُّ التَّثْلِيثُ فِي الْمَسْحِ كَمَا فِي الْغُسْلِ وَاسْتَدَلَّ لَهُ بِظَاهِرِ رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ مُجْمَلٌ تَبَيَّنَ فِي الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ أَنَّ الْمَسْحَ لَمْ يَتَكَرَّرْ فَيُحْمَلُ عَلَى الْغَالِبِ أَوْ يَخْتَصُّ بِالْمَغْسُولِ قَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ أَحَادِيثُ عُثْمَانَ الصِّحَاحُ كُلُّهَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَسْحَ الرَّأْسِ مَرَّةٌ وَاحِدَة وَكَذَا قَالَ بن الْمُنْذِرِ إِنَّ الثَّابِتَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْحِ مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ وَبِأَنَّ الْمَسْحَ مَبْنِيٌّ عَلَى التَّخْفِيفِ فَلَا يُقَاسُ عَلَى الْغُسْلِ الْمُرَادِ مِنْهُ الْمُبَالَغَةُ فِي الْإِسْبَاغِ وَبِأَنَّ الْعَدَدَ لَوِ اعْتُبِرَ فِي الْمَسْحِ لَصَارَ فِي صُورَةِ الْغُسْلِ إِذْ حَقِيقَةُ الْغُسْلِ جَرَيَانُ الْمَاءِ وَالدَّلْكُ لَيْسَ بِمُشْتَرَطٍ عَلَى الصَّحِيحِ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعلمَاء وَبَالغ أَبُو عبيد فَقَالَ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ السَّلَفِ اسْتَحَبَّ تَثْلِيثَ مَسْحِ الرَّأْسِ إِلَّا إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ وَفِيمَا قَالَ نظر فقد نَقله بن أبي شيبَة وبن الْمُنْذِرِ عَنْ أَنَسٍ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمَا وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُد من وَجْهَيْن صحّح أَحدهمَا بن خُزَيْمَةَ وَغَيْرُهُ فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ تَثْلِيثُ مَسْحِ الرَّأْس وَالزِّيَادَة من الثِّقَة مقبوله

(قَوْلُهُ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا)
قَالَ النَّوَوِيُّ إِنَّمَا لَمْ يَقُلْ مِثْلَ لِأَنَّ حَقِيقَةَ مُمَاثَلَتِهِ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا غَيْرُهُ قُلْتُ لَكِنْ ثَبَتَ التَّعْبِيرُ بِهَا فِي رِوَايَةِ الْمُصَنِّفِ فِي الرِّقَاقِ مِنْ طَرِيقِ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ عُثْمَانَ وَلَفْظُهُ مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ هَذَا الْوُضُوءِ وَلَهُ فِي الصِّيَامِ مِنْ رِوَايَةِ مَعْمَرٍ مَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي هَذَا وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ حُمْرَانَ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا وَعَلَى هَذَا فَالتَّعْبِيرُ بِنَحْوٍ مِنْ تَصَرُّفِ الرُّوَاةِ لِأَنَّهَا تُطْلَقُ عَلَى الْمِثْلِيَّةِ مَجَازًا ولان مِثْلَ وَإِنْ كَانَتْ تَقْتَضِي الْمُسَاوَاةَ ظَاهِرًا لَكِنَّهَا تُطْلَقُ عَلَى الْغَالِبِ فَبِهَذَا تَلْتَئِمُ الرِّوَايَتَانِ وَيَكُونُ الْمَتْرُوكُ بِحَيْثُ لَا يُخِلُّ بِالْمَقْصُودِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ قَوْلُهُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِيهِ اسْتِحْبَابُ صَلَاةِ رَكْعَتَيْنِ عَقِبَ الْوُضُوءِ وَيَأْتِي فِيهِمَا مَا يَأْتِي فِي تَحِيَّة الْمَسْجِد قَوْله لايحدث فِيهِمَا نَفْسَهُ الْمُرَادُ بِهِ مَا تَسْتَرْسِلُ النَّفْسُ مَعَه وَيُمكن الْمَرْء قطه لِأَنَّ قَوْلَهُ يُحَدِّثُ يَقْتَضِي تَكَسُّبًا مِنْهُ فَأَمَّا مَا يَهْجُمُ مِنَ الْخَطَرَاتِ وَالْوَسَاوِسِ وَيَتَعَذَّرُ دَفْعُهُ فَذَلِكَ مَعْفُوٌّ عَنْهُ وَنَقَلَ الْقَاضِي عِيَاضٌ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّ الْمُرَادَ مَنْ لَمْ يَحْصُلْ لَهُ حَدِيثُ النَّفْسِ أَصْلًا وَرَأْسًا وَيَشْهَدُ لَهُ مَا أخرجه بن الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ بِلَفْظِ لَمْ يُسِرَّ فِيهِمَا وَرَدَّهُ النَّوَوِيُّ فَقَالَ الصَّوَابُ حُصُولُ هَذِهِ الْفَضِيلَةِ مَعَ طَرَيَانِ الْخَوَاطِرِ الْعَارِضَةِ غَيْرِ الْمُسْتَقِرَّةِ نَعَمْ مَنِ اتَّفَقَ أَنْ يَحْصُلَ لَهُ عَدَمُ حَدِيثِ النَّفْسِ أَصْلًا أَعْلَى دَرَجَةً بِلَا رَيْبٍ ثُمَّ إِنَّ تِلْكَ الْخَوَاطِرَ مِنْهَا مَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا وَالْمُرَادُ دَفْعُهُ مُطْلَقًا وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ لِلْحَكِيمِ التِّرْمِذِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا وَهِيَ فِي الزُّهْدِ لِابْنِ الْمُبَارَكِ أَيْضًا وَالْمُصَنِّفُ لِابْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَمِنْهَا مَا يَتَعَلَّقُ بِالْآخِرَةِ فَإِنْ كَانَ أَجْنَبِيًّا أَشْبَهَ أَحْوَالَ الدُّنْيَا وَإِنْ كَانَ مِنْ مُتَعَلَّقَاتِ تِلْكَ الصَّلَاةِ فَلَا وَسَيَأْتِي بَقِيَّةُ مَبَاحِثِ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ مِنْ ذَنْبِهِ ظَاهِرُهُ يَعُمُّ الْكَبَائِرَ وَالصَّغَائِرَ لَكِنَّ الْعُلَمَاءَ خَصُّوهُ بِالصَّغَائِرِ لِوُرُودِهِ مُقَيَّدًا بِاسْتِثْنَاءِ الْكَبَائِرِ فِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَهُوَ

هُوَ سلمَان مولى عميرَة وَلم يسمع أَبُو حَازِم سَلمَة بن دِينَار من أبي هُرَيْرَة شَيْئا وَإِيَّاك أَن تحمر أَو تصفر لم أَقف على اسْم الْمُخَاطب بذلك عبد الْعَزِيز حَدثنِي أَبُو حَازِم هُوَ سَلمَة بن دِينَار كَمَا تقدم وَفِيه إِلَى امْرَأَة مري غلامك النجار تقدم قَرِيبا مر رجل وَمَعَهُ سِهَام لم أَقف على اسْم هَذَا الرجل سُفْيَان هُوَ بن عُيَيْنَة وَيحيى هُوَ بن سعيد وَعبد الْوَهَّاب هُوَ بن عبد الْمجِيد الثَّقَفِيّ وجعفر بن عون وَمَالك كلهم عَن يحيى هُوَ بن سعيد الْأنْصَارِيّ أَنه تقاضى بن أبي حَدْرَد اسْمه عبد الله أَن رجلا أسود أَو امْرَأَة سَوْدَاء فِي رِوَايَة أُخْرَى لَا أرَاهُ إِلَّا امْرَأَة وَبِه جزم أَبُو الشَّيْخ فِي كتاب الصَّلَاة لَهُ بِسَنَد مُرْسل وسماها أم محجن وروى من طَرِيق بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه أَن اسْمهَا محجنة وَهُوَ فِي الْبَيْهَقِيّ أُصِيب سعيد هُوَ بن معَاذ وَفِيه وَفِي الْمَسْجِد خيمة من بني غفار هِيَ خيمة رفيدة الأسْلَمِيَّة نزلها قوم من بني غفار أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرجا فِي لَيْلَة مظْلمَة ومعهما مثل المصباحين هَمَّا أَسُيْدُ بْنُ حَضِيرٍ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ كَمَا فِي مُسلم وهب بن جرير هُوَ بن أبي حَازِم قَوْله رأى عمر رجلا يُصَلِّي بَين اسطوانتين هُوَ قُرَّة بن إِيَاس رَوَاهُ بن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وأوضحته فِي تغليق التَّعْلِيق اذْهَبْ فائتني بِهَذَيْنِ فَجئْت بهما لم أَقف على اسمهما أَن رجلا نَادَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِد تقدم فِي الْعلم وَلم يسم وَكَذَلِكَ الثَّلَاثَة النَّفر عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ كَمَا تقدم وَصلى بن عون هُوَ بن عبد الله أَبُو مُعَاوِيَة هُوَ مُحَمَّد بن خازم بمعجمتين عَن الْأَعْمَش سُلَيْمَان بن مهْرَان عَن أبي صَالح ذكْوَان تكَرر كثيرا وَهُوَ من أصح الْأَسَانِيد بن شُمَيْل هُوَ النَّضر أخبرنَا بن عون هُوَ عبد الله عَن بن سِيرِين هُوَ مُحَمَّد وَهُوَ من أصح الْأَسَانِيد أَيْضا نُبِّئْتُ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ ثُمَّ سلم الْقَائِل ذَلِك هُوَ مُحَمَّد بن سِيرِين وَالَّذِي أنبأه بذلك هُوَ خَالِد الحداء عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْمُهَلَّبِ عَن عمرَان فأبهم ثَلَاثَة وَصرح بذلك عَنهُ أَشْعَث فِيمَا رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الثَّلَاثَة وحَدثني نَافِع قَائِل ذَلِك هُوَ مُوسَى بن عقبَة ... من بَاب ستْرَة الْمُصَلِّي إِلَى الْمَوَاقِيت قَوْله أَنا وَغُلَام تقدم فِي الطَّهَارَة الحكم هُوَ بن عتيبة وَرَأى بن عمر رجلا لم أَقف على اسْمه وَفِي رِوَايَة وَرَأى عمر فَإِن ثَبت فَهُوَ قُرَّة بن إِيَاس وَالِد مُعَاوِيَة كَمَا رَوَاهُ بن أبي شيبَة أَبُو حَمْزَة أَي أنس بن عِيَاض فَأَرَادَ شَاب من بني أبي معيط أَن يجتاز بَين يَدَيْهِ وَقع فِي النَّسَائِيّ أَن ابْنا لمروان بن الحكم وَسَماهُ بن الْجَوْزِيّ فِي التلقيح دَاوُد وَهُوَ فِي مُصَنف عبد الرَّزَّاق كَذَلِك ومروان لَيْسَ هُوَ من ولد أبي معيط بل أَبُو معيط بن عَم أَبِيه لِأَنَّهُ مَرْوَان بن الحكم بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة وَأَبُو معيط هُوَ بن أبي عَمْرو بن أُميَّة فَيجوز أَن يكون وَالِده دَاوُد بن مَرْوَان من ذُرِّيَّة أبي معيط ثمَّ راجعت النّسَب للزبير بن بكار فَوجدت دَاوُد أمه أم أبان بنت عُثْمَان بن عَفَّان وَأمّهَا رَملَة بنت شيبَة بن ربيعَة وَأمّهَا أم شريك العامرية فَيجوز أَنْ يَكُونَ دَاوُدُ نُسِبَ إِلَى أَبِي مُعَيْطٍ من جِهَة الرضَاعَة أَو لِأَن جده لأمه عُثْمَان كَانَ أَخا الْوَلِيد بن عقبَة بن أبي معيط من أمه فنسب إِلَيْهِ مجَازًا وَالله أعلم وَزعم بَعضهم أَن المجتاز هُوَ عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام وَهُوَ غلط لما بَيناهُ وَلِأَنَّهُمَا وَاقِعَتَانِ وَوَقع فِي كتاب الصَّلَاة لأبي نعيم جَاءَ الْوَلِيد بن عقبَة بن أبي معيط وَفِيه نظر لِأَن الْوَلِيد حِينَئِذٍ لم يكن شَابًّا بل كَانَ شَيخا فَلَعَلَّهُ ابْنه قَوْله لَكَانَ أَن يقف أَرْبَعِينَ فِي مُسْند الْبَزَّار من رِوَايَة بن عُيَيْنَة عَن أبي النَّضر أَرْبَعِينَ خَرِيفًا وَلم يشك

اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست