responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 108
بَعْضِ مَشَايِخِهِ أَنَّهُ قَالَ هُوَ تَصْحِيفٌ وَإِنَّمَا كَانَ وَاللَّهِ فَقُصِّرَتِ اللَّامَانِ وَاسْتَنْكَرَ الْقُرْطُبِيُّ هَذَا وَقَالَ إِنَّهُ يَجْزِمُ الثِّقَةَ بِالرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ وَغَفَلَ الْقَرَافِيُّ فَادَّعَى أَنَّ الرِّوَايَةَ بِلَفْظِ وَأَبِيهِ لَمْ تَصِحَّ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ فِي الْمُوَطَّأِ وَكَأَنَّهُ لَمْ يَرْتَضِ الْجَوَابَ فَعَدَلَ إِلَى رَدِّ الْخَبَرِ وَهُوَ صَحِيحٌ لَا مِرْيَةَ فِيهِ وَأَقْوَى الْأَجْوِبَةِ الْأَوَّلَانِ وَقَالَ بن بَطَّالٍ دَلَّ قَوْلُهُ أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ عَلَى أَنه إِن لم يصدق فِيمَا الْتزم لايفلح وَهَذَا بِخِلَافِ قَوْلِ الْمُرْجِئَةِ فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ أَثْبَتَ لَهُ الْفَلَاحَ بِمُجَرَّدِ مَا ذَكَرَ مَعَ أَنه لم يذكر المنهيات أجَاب بن بَطَّالٍ بِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ وَقَعَ قَبْلَ وُرُودِ فَرَائِضِ النَّهْيِ وَهُوَ عَجِيبٌ مِنْهُ لِأَنَّهُ جَزَمَ بِأَنَّ السَّائِلَ ضِمَامٌ وَأَقْدَمَ مَا قِيلَ فِيهِ إِنَّهُ وَفَدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَقِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ وَقَدْ كَانَ أَكْثَرُ الْمَنْهِيَّاتِ وَاقِعًا قَبْلَ ذَلِكَ وَالصَّوَابُ أَنَّ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِي عُمُومِ قَوْلِهِ فَأَخْبَرَهُ بِشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ فَإِنْ قِيلَ أَمَّا فَلَاحُهُ بِأَنَّهُ لَا يَنْقُصُ فَوَاضِحٌ وَأَمَّا بِأَنْ لَا يَزِيدَ فَكَيْفَ يَصِحُّ أَجَابَ النَّوَوِيُّ بِأَنَّهُ أَثْبَتَ لَهُ الْفَلَاحَ لِأَنَّهُ أَتَى بِمَا عَلَيْهِ وَلَيْسَ فِيهِ أَنَّهُ إِذَا أَتَى بِزَائِدٍ عَلَى ذَلِكَ لَا يَكُونُ مُفْلِحًا لِأَنَّهُ إِذَا أَفْلَحَ بِالْوَاجِبِ فَفَلَاحُهُ بِالْمَنْدُوبِ مَعَ الْوَاجِبِ أَوْلَى فَإِنْ قِيلَ فَكَيْفَ أَقَرَّهُ عَلَى حَلِفِهِ وَقَدْ وَرَدَ النَّكِيرُ عَلَى مَنْ حَلَفَ أَنْ لَا يَفْعَلَ خَيْرًا أُجِيبَ بِأَنَّ ذَلِكَ مُخْتَلِفٌ بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ وَالْأَشْخَاصِ وَهَذَا جَارٍ عَلَى الْأَصْلِ بِأَنَّهُ لَا إِثْمَ عَلَى غَيْرِ تَارِكِ الْفَرَائِضِ فَهُوَ مُفْلِحٌ وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ أَكْثَرَ فَلَاحًا مِنْهُ وَقَالَ الطِّيبِيُّ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْكَلَامُ صَدَرَ مِنْهُ عَلَى طَرِيقِ الْمُبَالَغَةِ فِي التَّصْدِيقِ وَالْقَبُولِ أَيْ قَبِلْتُ كَلَامَكَ قَبُولًا لامزيد عَلَيْهِ مِنْ جِهَةِ السُّؤَالِ وَلَا نُقْصَانَ فِيهِ من طَرِيق الْقبُول وَقَالَ بن الْمُنِيرِ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ الزِّيَادَةُ وَالنَّقْصُ تَتَعَلَّقُ بِالْإِبْلَاغِ لِأَنَّهُ كَانَ وَافِدَ قَوْمِهِ لِيَتَعَلَّمَ وَيُعَلِّمَهُمْ قُلْتُ وَالِاحْتِمَالَانِ مَرْدُودَانِ بِرِوَايَةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ فَإِنَّ نَصَّهَا لَا أَتَطَوَّعُ شَيْئًا وَلَا أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شَيْئًا وَقِيلَ مُرَادُهُ بِقَوْلِهِ لَا أَزِيدُ وَلَا أَنْقُصُ أَيْ لَا أُغَيِّرُ صِفَةَ الْفَرْضِ كَمَنْ يَنْقُصُ الظُّهْرَ مَثَلًا رَكْعَةً أَوْ يَزِيدُ الْمَغْرِبَ قُلْتُ وَيُعَكِّرُ عَلَيْهِ أَيْضًا لَفْظُ التَّطَوُّعَ فِي رِوَايَةِ إِسْمَاعِيلِ بْنِ جَعْفَر وَالله أعلم

(قَوْلُهُ بَابُ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ مِنَ الْإِيمَانِ)
خَتَمَ الْمُصَنِّفُ مُعْظَمَ التَّرَاجِمِ الَّتِي وَقَعَتْ لَهُ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ بِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ لِأَنَّ ذَلِكَ آخِرُ أَحْوَالِ الدُّنْيَا وَإِنَّمَا أَخَّرَ تَرْجَمَةَ أَدَاءِ الْخُمُسِ مِنَ الْإِيمَانِ لِمَعْنًى سَنَذْكُرُهُ هُنَاكَ وَوَجْهُ الدَّلَالَةِ مِنَ الْحَدِيثِ لِلتَّرْجَمَةِ قَدْ نَبَّهْنَا عَلَيْهِ فِي نَظَائِرِهِ قَبْلُ

[47] قَوْلُهُ الْمَنْجُوفِيُّ هُوَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ النُّونِ وَضَمِّ الْجِيمِ وَبَعْدَ الْوَاوِ السَّاكِنَةِ فَاءٌ نِسْبَةً إِلَى جَدِّ جَدِّهِ مَنْجُوفٍ السَّدُوسِيِّ وَهُوَ بَصْرِيٌّ وَكَذَا بَاقِي رِجَالِ الْإِسْنَادِ غَيْرَ الصَّحَابِيّ وروح بِفَتْح

فِي النّوم قَوْله حلمة ثديه بِفتْحَتَيْنِ هُوَ طرفه قَوْله ذُو الحليفة يَأْتِي فِي الذَّال الْمُعْجَمَة قَوْله الحلى بِفَتْح ثمَّ سُكُون مَا تتحلى بِهِ الْمَرْأَة وَجمعه بِضَم ثمَّ كسر وَتَشْديد وَيجوز كسر أَوله وَقَوله فِي حَدِيث أم زرع من حلى يجوز بالمفرد وبالجمع فصل ح م قَوْله حم قَالَ مُجَاهِد مجازها مجَاز أَوَائِل السُّور أَي حكمهَا وَقيل هُوَ اسْم للسورة وَقيل هُوَ اسْم الله وَقيل تجمع من الْحُرُوف الْمُقطعَة أَسمَاء لله تَعَالَى وَقيل غير ذَلِك قَوْله حمأ بِفتْحَتَيْنِ جمع حماة وَهُوَ المنتن الْمُتَغَيّر قَوْله كَأَنَّهُ حميت بِوَزْن عَظِيم هُوَ زق السّمن شبه بِهِ الرجل الْأسود السمين قَوْله لَا رقية إِلَّا من حمة بِالضَّمِّ وَتَخْفِيف الْمِيم وَخطأ الْأَزْهَرِي التَّشْدِيد هِيَ فوعة السم وَقيل السم نَفسه قَوْله حَمْحَمَة وَقَامَت تحمحم هُوَ صَوت الْفرس وَهُوَ دون الصهيل قَوْله الحمس قَالَ مُسلم هِيَ قُرَيْش وَمَا ولدت وَيدخل مَعَهم حلفاؤهم وَقيل سموا بذلك لتحمسهم أَي تشددهم فِي الْأَمر قَوْله حمص مَدِينَة بِالشَّام مَشْهُورَة بِكَسْر أَوله وَسُكُون الْمِيم قَوْله أَرَأَيْت إِن استحمق أَي فعل فعل الأحمق والأحمق الْجَاهِل المتهور وَمِنْه ليراني أَحمَق وَمِنْه يحمقوا إنْسَانا أَي ينسبوه إِلَى الْحمق قَوْله حميل السَّيْل هُوَ مَا يَجِيء بِهِ السَّيْل من طين وَغَيره فعيل بِمَعْنى مفعول وَقيل هُوَ خَاص بِمَا لم يصك قطره ولبعضهم بِالْهَمْزَةِ بدل اللَّام وَهُوَ كالحمأة قَوْلُهُ كُنَّا نُحَامِلُ أَيْ نَحْمِلُ عَلَى ظُهُورِنَا لغيرنا قَوْله حمل على بعير أَو على فرس أَي أَبَاحَهَا فَجَعلهَا مَحْمُولا عَلَيْهَا قَوْله حمولة وفرشا قَالَ بن عَبَّاس يحمل عَلَيْهَا وَمِنْه قَوْله حمولة النَّاس وَلَا أجد حمولة قَوْله واستثنيت حملانه بِضَم الْمُهْملَة أَي أحمل عَلَيْهِ نَفسِي أَو رحلي وَمِنْه فيستحمله ويسأله الحملان قَوْله هَذَا الْحمال لَا حمال خَيْبَر هُوَ بِالْكَسْرِ من الْحمل وَالَّذِي يحمل من خَيْبَر التَّمْر أَي إِن هَذِه الْحِجَارَة الَّتِي تحمل للْبِنَاء فِي الْآخِرَة أفضل مِمَّا يحمل من خَيْبَر وَجَاء بِفَتْح الْجِيم وَهُوَ تَصْحِيف قَوْله حمالَة الْحَطب أَي تمشي بالنميمة قَوْله نحممهم أَي نسود وُجُوههم بالحمم وَهُوَ الفحم قَوْله توفى حميم لأم حَبِيبَة أَي قريب وَهُوَ الَّذِي يهتم بِأَمْر قَرِيبه وَالْحَمِيم المَاء الْحَار وَأَصله الْمَطَر الَّذِي يَجِيء فِي الْحر وَيُطلق على الْعرق قَوْله الحمنان جمع حمنانة وَهُوَ صغَار الْحلم وَهُوَ القراد قَوْله أحمى سَمْعِي وبصري مَأْخُوذ من الْحمى وَأَصله الْمَنْع قَوْله الحمو فسره فِي مُسلم بِأَنَّهُ أَخُو الزَّوْج وَمَا أشبهه من أَقَاربه قَالَ الْأَصْمَعِي الأحماء من قبل الزَّوْج والأصهار من قبل الزَّوْجَة وَقَالَ أَبُو عَليّ القالي الأصهار يَقع عَلَيْهِمَا جَمِيعًا قَوْله حمية أَي أنفًا وغضبا قَوْله حمى الله أصل الْحمى الْمَنْع أَي الَّذِي مَنعه قَوْله بَين مَكَّة وحمير بِكَسْر أَوله وَسُكُون ثَانِيه وَفتح الْيَاء قَبيلَة مَشْهُورَة بِالْيمن وَسمي بهَا الْموضع فصل ح ن قَوْله الحنتم فسره فِي الحَدِيث بالجرار الْخضر وَقيل الْحمر وَقيل الْبيض وَقَالَ الْحَرْبِيّ جرار مزفته وَقيل الحنتم المزادة المجبوبة قَوْله فَيَتَحَنَّث أَي يفعل فعلا يطْرَح عَنهُ الْحِنْث أَي الْإِثْم وَمِنْه لم يبلغُوا الْحِنْث أَي لم يدركوا فَيكْتب عَلَيْهِم الْإِثْم وَأما قَول عَائِشَة وَلَا اتحنث إِلَى نذري فَهُوَ على الأَصْل أَي لَا أفعل فعلا يُوجب الْحِنْث وَقَالَ فِي الْعتْق أتحنث أَي أتبرر وَأَرَادَ طرح الْإِثْم قَوْله حَنَاجِرهمْ الحنجرة الْحُلْقُوم قَوْله بضب محنوذ أَي مشوي وَكَذَا فجَاء بعجل حنيذ قَوْله الحنوط هُوَ مَا يطيب بِهِ الْمَيِّت وَمِنْه فحنطه وأتحنط قَوْله الحنيفية أَي الْملَّة المستقيمة وَقَوله حَنِيفا هُوَ للْوَاحِد وحنفاء للْجَمَاعَة وَقَالَ أَبُو عبيد

اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست