اسم الکتاب : عشرون حديثا من صحيح البخاري دراسة اسانيدها وشرح متونها المؤلف : العباد، عبد المحسن الجزء : 1 صفحة : 186
المبحث الرابع: شرح الحديث:
1- قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم"، الإطراء: مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه. والمعنى لا تمدحوني بالباطل أو لا تجاوزوا الحد في مدحي فتغلوا كما غلت النصارى في عيسى فادعوا ألوهيته.
2- قوله: "فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله"، أي صفوني بذلك كما وصفني به ربى وقولوا عبد الله ورسوله، وقد وصف الله نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك في أشرف المقامات فقال في ذكر الإسراء: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} وقال تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} وقال: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} وقال: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} وبذلك استحق التقديم على الناس في الدنيا والآخرة ولذلك يقول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام يوم القيامة إذا طلبوا منه الشفاعة بعد غيره من الأنبياء: اذهبوا إلى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فحصلت له تلك المرتبة بتكميل عبوديته
قد صرح في روايته له بالسماع من الزهري في هذا الإسناد.
8- ابن شهاب الزهري: وصفه الذهبي في الميزان بأنه يدلس نادرا، وقد صرح بالأخبار في رواية هذا الحديث عن عبيد الله فانتفي احتمال التدليس.
9- شيخ البخاري اشتهر بالنسبة إلى جده حميد ولهذا يذكره البخاري وغيره مقتصرين على النسبة، وقد اشتهر بهذه النسبة رجل آخر من رجال الحديث لكنه متأخر كثيرا عن هذا، وهو أبو عبد الله محمد بن فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد الحميدي الأندلسي المتوفى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة مؤلف كتاب الجمع بين الصحيحين وكتاب جذوة المقتبس وغير هما.
10- سفيان بن عيينة: هو أحد السفيانين فيما إذا قيل في ترجمة رجل دونهما روى عن السفيانين أو رجل فوقهما روى عنه السفيانان، والثاني منهما سفيان الثوري وقد تقدم في رجال إسناد الحديث الثامن.
اسم الکتاب : عشرون حديثا من صحيح البخاري دراسة اسانيدها وشرح متونها المؤلف : العباد، عبد المحسن الجزء : 1 صفحة : 186