تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [1] .
وأقوال أهل التفسير {متفقة} على أن العرش هو السرير، وأنه جسم مجسم خلقه الله وأمر ملائكته بحمله، وتعبدهم بتعظيمه، والطواف به، كما خلق في الأرض بيتاً، وأمر بنى آدم بالطواف به، واستقباله في الصلاة.
وفي الآيات المتقدمة دلالة على صحة ما ذهبوا إليه " ا. هـ [2] .
والأخبار عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصحابة، والتابعين لهم، في ذكر العرش ووصفه، وأن الله -تعالى- مستو عليه، كثيرة جداً، وسيأتي طرف يسير منها، - إن شاء الله تعالى -.
ففي "الصحيحين" عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد" [3] .
"وقال ابن مسعود في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} قال: العرش على الماء، والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه" [4] .
وقال سليمان التيمي: لو سئلت: أين الله؟ لقلت: في السماء، فإن قال: أين كان عرشه قبل السماء؟ لقلت: على الماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل خلق الماء؟ قلت: لا أعلم.
قال البخاري: " وذلك لقوله -تعالى-: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} يعني: إلا بما بين" [5] . [1] الآية 17 من سورة الحاقة.
(2) " الأسماء والصفات" للبيهقي (ص392) ، والمفروض أن يقول: خلقه الله واستوى عليه وأمر ملائكته الخ. ولكن أبي عليه المذهب ذلك.
(3) "البخاري مع الفتح" (7/123) ، و"مسلم" (4/1915) .
(4) "خلق أفعال العباد" (ص43) . [5] المصدر نفسه (ص37) .