اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 569
(الحجر: 87) ، هذا أيضا خاص بالرسول صلي الله عليه وسلم. وأما إذا لم يقل الدليل علي أن الخطاب للخصوصية، فهو له ولامته، وعلي هذه القاعدة يكون قوله:) فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) عاما له ولامته، كل واحد يجب عليه أن يستقيم كما أمر، فلا يبدل في دين الله، ولا يزيد فيه ولا ينقص، ولهذا قال في آية أخرى: (وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ) (الشورى: من الآية15) . الآية الثانية قوله تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) (فصلت: من الآية30) . (رَبُّنَا اللَّهُ) أي: خالقنا ومالكن ومدبر أمورنا، فنحن نخلص له، (ثُمَّ اسْتَقَامُوا) علي ذلك، علي قولهم ربنا الله، فقاموا بشريعة الله. هؤلاء الذين اتصفوا بهذين الوصفين: (قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) ملكا بعد ملك (أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا) لا تخافوا: فيما
تستقبلون من أموركم، ولا تحزنوا علي ما مضي من أموركم، (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) لان كل من قال ربي الله، واستقام علي دين الله، فانه من أهل الجنة، ويقولن لهم أيضا: (نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) فالملائكة أولياء للذين قالوا ربنا الله ثم
اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 569