اسم الکتاب : شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد المؤلف : ابن دقيق العيد الجزء : 1 صفحة : 81
أن توفاهم الله عليها. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "استقاموا والله على طاعته ولم يروغوا روغان الثعلب" ومعناه: اعتدلوا على أكثر طاعة الله عقداً وقولاً وفعلاً. وداموا على ذلك، وهذا معنى قوله أكثر المفسرين، وهي معنى الحديث إن شاء الله تعالى.
وكذلك قوله سبحانه: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [1]. قال ابن عباس: ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع القرآن آية كانت أشق عليه من هذه الآية. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "شيبتني هود وأخواتها" [2].
قال الأستاذ أبو القاسم القشيرى رحمه الله تعالى: "الاستقامة درجة بها كمال الأمور وتمامها وبوجودها حصول الخيرات ونظامها ومن لم يكن مستقيماً في حال سعيه ضاع سعيه وخاب جده" قال وقيل: الاستقامة لا يطيقها إلا الأكابر لأنها الخروج عن المعهودات ومفارقة الرسوم والعادات والقيام بين يدي الله تعالى على حقيقة الصدق ولذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم: "استقيموا ولن تحصوا" [3]. وقال الواسطي: الخصلة التي بها كملت المحاسن وبفقدها قبحت المحاسن، والله أعلم. [1] سورة هود: الآية 112. [2] رواه الترمذي في تفسير القرآن رقم 3297 عن ابن عباس قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله قد شِبت، قال: "شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعمّ يتساءلون، وإذا الشمس كوّرت".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه. [3] رواه أحمد 5/282 وتمامه: "استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن".
اسم الکتاب : شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد المؤلف : ابن دقيق العيد الجزء : 1 صفحة : 81