اسم الکتاب : شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد المؤلف : ابن دقيق العيد الجزء : 1 صفحة : 134
فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل"[1].
وقال أنس رضي الله عنه: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطاً فقال: "هذا الإنسان وهذا الأمل وهذا الأجل فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب" [2] وهو أجله المحيط به وهذا تنبيه على تقصير الأمل واستقصار الأجل خوف بغيته ومن غيب عنه أجله فهو جدير بتوقعه وانتظاره خشية هجومه عليه في حال غرة وغفلة فليرض المؤمن نفسه على استعمال ما نبه عليه ويجاهد أمله وهواه فإن الإنسان مجبول على الأمل. قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أطين حائطاً لي أنا وأمي، فقال: "ما هذا يا عبد الله؟ ", فقلت: يا رسول الله قد وهى فنحن نصلحه. فقال: "ما أرى الأمر إلا أسرع من ذلك" [3]. نسأل الله العظيم أن يلطف بنا وأن يزهدنا في الدنيا وأن يجعل رغبتنا فيما لديه وراحتنا يوم القيامة إنه جواد كريم غفور رحيم. [1] رواه البخاري في الرقاق باب في الأمل وطوله تعليقاً. [2] رواه البخاري في الرقاق باب في الأمل وطوله رقم 6418. [3] رواه الترمذي في الزهد باب ما جاء في قصر الأمل رقم 2335. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
اسم الکتاب : شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد المؤلف : ابن دقيق العيد الجزء : 1 صفحة : 134