اسم الکتاب : شرح ابن ماجه المؤلف : مغلطاي، علاء الدين الجزء : 1 صفحة : 317
بسماعه له من عمار، وهو فيه تجريح حسان ردّ على من نفاه إلى حديث أبي
عروبة العدالة رواية وتفهيم، وذلك هو المحوج لأبي عبد الله الحاكم إلى
تصحيحه، ولعمري لو كان ذلك عذرا لوضحّ، لكن مهنأ ذكر عن أحمد عن
ابن المديني أنه قال أنّ قتادة لم يسمع هذا الحديث إلَّا من عبد الكريم فلا عدد
إذا، والله أعلم، وفيه تصريح بسماع سفيان من سعيد، وقال البخاري في
الكبير: إنّ ابن عيينة/قال مرّة: عن سعيد عن قتادة عن حسان، ولا يصح
سعيد، ومع ضعفه حديث عبد الكريم فيه انقطاع أيضَا فيما بينه وبن حسان،
قال الترمذي: سمعت إسحاق بن منصور، سمعت أحمد بن حنبل قال: قال
ابن عيينة: لم يسمع عبد الكريم من حسان حديث التخليل [1] ، وكذا ذكره
البخاري في التاريخ، فهاتان علّتان كافيتان في عدم الاحتجاج بالحديث، ولو
كانت واحدة لكانت كافية، وأمّا ما ذكره منها قلت لأحمد: حدّثوني عن
الحميدي عن سفيان ابن عيينة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن حسان بن
بلال عن هنّاد ... الحديث فقال أبو عبد الله: إمَّا أن يكون الحميدي اختلط
وإمّا أن يكون الذي حدّث عنه خلط، قلت: كيف؟ فحدثني أحمد قال: ثنا
سفيان عن عبد الكريم عن حسان بن بلال عن عمار. انتهى. وفي عصْبة
الجنابة برأس الحميري أو الراوي عنه نظر لما أسلفناه من عند ابن أبي عمر،
وهو كاف في الردّ عليه، وأما قول ابن أبي حاتم في كتاب العلل: سألت أبي
عن حديث رواه ابن عيينة عن سعيد- يعني هذا- فقال: لم يحدث بهذا
أحد سوى ابن عيينة عن أبي عروبة فقلت هو صحيح فقال: لو كان صحيحَا
لكان في مصنفات ابن أبي عروبة، ولم يذكر ابن عيينة في هذا الحديث-
يعني سماعا- وهذا أيضَا مما يوهنه فليس كما زعم، لما أسلفناه من عند
الحاكم لم يحدّث بالسماع لهذا الحديث من سعيد، فزال ما يخشى من
تدليسه، وأمّا كونه ليس في كتبه فليس بشيء أيضَا، إذ العالم قد يشذ عنه
عند التصنيف الكثير من روايته، وأمّا قول الطبراني في المعجم الصغير: لم يرو
هذا الحديث عن قتادة إلَّا سعيد. تفرد به ابن عيينة، فليس يوهن له أدنى
الصحيح الكبير من إفراد الثقات، فكيف الحفاظ! [1] قوله: " التخليل " وردت " بالأصل " الخليل وهو تحريف، والصحيح الأول.
اسم الکتاب : شرح ابن ماجه المؤلف : مغلطاي، علاء الدين الجزء : 1 صفحة : 317