responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير الحوالك شرح موطأ مالك المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 234
[690] آلبر بِهَمْزَة اسْتِفْهَام ممدودة وَبِغير مد وَالْبر بِالنّصب تَقولُونَ بِهن أَي تظنون وَإِطْلَاق القَوْل على الظَّن مَعْرُوف فِي الْعَرَبيَّة ثمَّ انْصَرف إِلَى آخِره قَالَ الْعلمَاء كَأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خشِي أَن يكون الْحَامِل لَهُنَّ على ذَلِك المباهاة أَو التنافس النَّاشِئ عَن الْغيرَة فَيخرج الِاعْتِكَاف عَن مَوْضُوعه لعدم الْإِخْلَاص

[692] عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَنه قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعْتَكف الْعشْر قَالَ بن عبد الْبر هَذَا أصح حَدِيث يرْوى فِي هَذَا الْبَاب الْوسط قَالَ الْحَافِظ بن حجر وَهُوَ بِضَم الْوَاو وَالسِّين جمع وسطى ويروى بِفَتْح السِّين مثل كبر وكبرى وَرَوَاهُ الْبَاجِيّ بإسكانها على أَنه جمع وَاسِط كباذل وبذل انْتهى وَالَّذِي فِي المتقي للباجي مَا نَصه وَقع فِي كتابي مُقَيّدا بِضَم الْوَاو والشين وَيحْتَمل عِنْدِي أَن يكون جمع وَاسِط قَالَ صَاحب الْعين وَاسِط الرجل مَا بَين قادمته وآخرته وَقَالَ أَبُو عبيد وسط الْبيُوت يسطها إِذا نزل وَسطهَا وَاسم الْفَاعِل من ذَلِك وَاسِط وَيُقَال فِي جمعه وسط كباذل وبذل وَأما الْوسط بِفَتْح الْوَاو وَالسِّين فَيحْتَمل أَن يكون جمع أوسطا وَهُوَ جمع وسيط كَمَا يُقَال كَبِير وأكبرا وأكبر وَيحْتَمل أَن يكون اسْما لجمع الْوَقْت على التَّوْحِيد كَمَا يُقَال وسط الدَّار ووسط الْوَقْت والشهر فَإِن كَانَ قرئَ بِفَتْح الْوَاو وَالسِّين فَهَذَا عِنْدِي مَعْنَاهُ انْتهى حَتَّى إِذا كَانَ لَيْلَة إِحْدَى وَعشْرين وَهِي اللَّيْلَة الَّتِي يخرج فِيهَا من صبحها من اعْتِكَافه قَالَ بن عبد الْبر هَذِه رِوَايَة يحيى وَأبي كرّ وَالشَّافِعِيّ وَفِي رِوَايَة القعْنبِي وَابْن وهب وَابْن الْقَاسِم الَّتِي يخرج فهيا من اعْتِكَافه وَلم يَقُولُوا من صبحها وَقَالَ بن حزم هَذِه الرِّوَايَة مشكلة فَإِن ظَاهرهَا أَن خطبَته وَقعت فِي أول الْيَوْم الْحَادِي والعشري وعَلى هَذَا يكون أول ليَالِي اعْتِكَافه الآخر لَيْلَة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَهُوَ مُغَاير لقَوْله فِي آخر الحَدِيث فَأَبْصَرت عَيْنَايَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى جَبهته أثر المَاء والطين من صبح إِحْدَى وَعشْرين فَإِنَّهُ ظَاهر فِي أَن الْخطْبَة كَانَت فِي صبح الْيَوْم العشري وَوُقُوع الْمَطَر كَانَ فِي لَيْلَة إِحْدَى وَعشْرين وَهُوَ الْمُوَافق لبَقيَّة الطّرق فَكَأَن فِي هَذِه الرِّوَايَة تجوزا أَي من الصُّبْح الَّذِي قبلهَا وَوجه الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ ذَلِك بِأَن معنى قَوْله حَتَّى إِذا كَانَ لَيْلَة إِحْدَى وَعشْرين أَي حَتَّى إِذا كَانَ الْمُسْتَقْبل من اللَّيَالِي لَيْلَة إِحْدَى وَعشْرين وَقَوله وَهِي اللَّيْلَة الَّتِي يخرج الضَّمِير يعود على اللَّيْلَة الْمَاضِيَة وَيُؤَيّد هَذَا قَوْله من كَانَ اعْتكف معي فليعتكف الْعشْر الأوار لِأَنَّهُ لَا يتم ذَلِك إِلَّا بِإِدْخَال اللَّيْلَة الأولى أريت هَذِه اللَّيْلَة بِضَم أَوله على الْبناء للْمَفْعُول أَي أعلمتها ثمَّ أنسيتها قَالَ النَّوَوِيّ فِي شرح الْمُهَذّب قَالَ النفال لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنه رأى الْمَلَائِكَة والأنوار عيَانًا ثمَّ نسي فِي أول لَيْلَة أَنه رأى ذَلِك لِأَن مثل هَذَا قل أَن ينسى وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ أَنه قيل لَهُ لَيْلَة الْقدر لَيْلَة كَذَا وَكَذَا ثمَّ نسي كَيفَ قيل لَهُ وَكَانَ الْمَسْجِد على عَرِيش أَي على مثل الْعَريش أنهه كَانَ مظللا بِالْجَرِيدِ والخوص وَلم يكن مُحكم الْبناء بِحَيْثُ يكن من الْمَطَر فوكف الْمَسْجِد أَي قطر المَاء من سقفه

اسم الکتاب : تنوير الحوالك شرح موطأ مالك المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست