responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تطريز رياض الصالحين المؤلف : فيصل المبارك    الجزء : 1  صفحة : 381
قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} ، أي: ردوني إلى الدنيا {لَعَلّي أعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلا} ، ردع عن طلب الرجعة، واستبعاد لها {إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا} ، لا محالة، ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه {وَمِنْ وَرَائِهِمْ} ، أي: أمامهم، {بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ
يبْعَثُونَ} ، {فَإذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ} ، وهو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل للبعث {فَلا أنْسَابَ بَيْنَهُمْ} ، أي لا تنفع، {يَومَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ} ، أي: لا يسأل قريب قريبه، بل يفرح أن يجب له حق ولو على ولده.
{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} ، أي: موازين أعماله، {فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الفائزون بالنجاة والدرجات، {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأولئِكَ الَّذِينَ خَسرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وَجَوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} أي: عابسون، وهم الكفار، {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} . وأما المسلمون فمن خفت موازين حسناته فإنه تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه، ومصيره بعد ذلك إلى الجنة.
{قَالُوا} ، أي الكفار: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ * قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً} ، نسوا مدة لبثهم في الدنيا لعظم ما هم بِصَدَدِهِ من العذاب، وقيل: المراد السؤال عن مدة لبثهم في القبور؛ لأنهم أنكروا البعث.
فقيل لهم لما قاموا من القبور: {كَمْ لَبِثْتُمْ} ، {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْئَلِ العَادِّينَ} ، أي: الحاسبين، وهم الملائكة، {قَالَ إنْ
لَبِثْتُمْ إلا قَلِيلاً} ، أي: ما لبثتم فيها إلا زمانًا قليلاً، {لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُم تَعْلَمُونَ} ، أي: لما آثرتم الفاني على الباقي، {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً} ، لعبًا وباطلاً. {وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} ، أي: في الآخرة للجزاء، {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} ، أي: تقدس، أن يخلق شيئًا عبثًا لا لحكمة، فإنه الملك الحق المنزَّه عن ذلك {لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ ... الْكَرِيمِ} .

اسم الکتاب : تطريز رياض الصالحين المؤلف : فيصل المبارك    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست