responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأويل مختلف الحديث المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة    الجزء : 1  صفحة : 134
وَقَدْ قِيلَ لِأَبِي حَنِيفَةَ، وَكَانَ فِي الْفُتْيَا وَلُطْفِ النَّظَرِ وَاحِدُ زَمَانِهِ[1]، مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ تَنَاوَلَ صَخْرَةً فَضَرَبَ بِهِ رَأْسَ رَجُلٍ فَقَتَلَهُ، أَتَقِيدُهُ بِهِ؟
فَقَالَ: لَا، وَلَوْ رَمَاهُ بِأَبَا[2] قُبَيْسٍ.
وَكَانَ بِشْرٌ الْمَرِيسِيُّ يَقُولُ لِجُلَسَائِهِ: قَضَى اللَّهُ لَكُمُ الْحَوَائِجَ، عَلَى أَحْسَنِ الْأُمُورِ، وَأَهْنَؤُهَا[3].
فَنَظَرَ قَاسِمٌ التَّمَّارُ قَوْمًا يَضْحَكُونَ، مِنْ قَوْلِ بِشْرٍ[4].
فَقَالَ: هَذَا كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
إِنَّ سُلَيْمَى وَاللَّهِ يَكْلَؤُهَا ... ضَنَّتْ بِشَيْءٍ مَا كَانَ يَرْزَؤُهَا
وَبِشْرٌ رَأْسٌ فِي الرَّأْيِ، وَقَاسِمٌ التَّمَّارُ مُتَقَدِّمٌ فِي أَصْحَابِ الْكَلَامِ وَاحْتِجَاجُهُ لِبِشْرٍ أَعْجَبُ مِنْ لَحْنِ بِشْرٍ.
وَقَالَ بِلَالٌ لِشَبِيبِ بْنِ[5] شَيْبَةَ، وَهُوَ يَسْتَعْدِي[6] عَلَى عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ: أَحْضِرْنِيهِ فَقَالَ: قَدْ دَعَوْتُهُ، فكلَّ ذَلِكَ يَأْبَى عَلَي، قَالَ بِلَال: فالذنب لكل[7].

[1] عَاد الْمُؤلف هُنَا إِلَى إنصاف أبي حنيفَة وَالشَّهَادَة لَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أهل، وَهَذَا الْحق الَّذِي عَلَيْهِ أَكثر الْعلمَاء، ويدحض مَا سبق من انتقاص.
[2] وَالصَّحِيح: بِأبي قيس. لِأَن الْأَسْمَاء الْخَمْسَة تجر بِالْيَاءِ.
[3] وَالصَّحِيح: وأهنئها، بِكَسْر الْهمزَة المتوسطة لعطفها على مجرور.
[4] بشر المريسي: ابْن غياث، فَقِيه معتزلي عَارِف بالفلسفة يرْمى بالزندقة هُوَ رَأس طَائِفَة المريسية القائلة بالإرجاء، وَقَالَ بِرَأْي الْجَهْمِية وأوذي فِي دولة هَارُون الرشيد وَهُوَ من أهل بَغْدَاد توفّي عَام 218هـ.
[5] شبيب بن شيبَة بن عبد الله التَّمِيمِي، أديب الْمُلُوك وجليس الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين من أهل الْبَصْرَة توفّي 170هـ.
[6] يَسْتَعْدِي: أَي يَسْتَعِين عَلَيْهِ.
[7] يَعْنِي بِهِ الِاعْتِرَاض عَلَيْهِ فِي التَّعْبِير بِلَفْظ: "كل" فِي قَوْله: "فَكل ذَلِك" لِأَنَّهَا لَا تدخل إِلَّا على ذِي أَفْرَاد أَو أَجزَاء، والحضور فِي مجْلِس الحكم لَيْسَ كَذَلِك "قَالَه الأسعردي".
اسم الکتاب : تأويل مختلف الحديث المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست