اسم الکتاب : بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار - ط الرشد المؤلف : السعدي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 75
الحديث السابع والعشرون: من وصايا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ" مُتَّفَقٌ عليه[1].
وصيته صلّى الله عليه وسلم وخطابه لواحد من أمته خطاب للأمة كلها، ما لم يدل دليل على الخصوصية.
فهذه الوصايا الثلاث، من آكد نوافل الصلاة والصيام. أما صيام ثلاثة أيام من كل شهر: فإنه ورد أنه يعدل صيام السنة؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها. وصيام الثلاث من كل شهر يعدل صيام الشهر كله. والشريعة مبناها على اليسر والسهولة. وجانب الفضل فيها غالب. وهذا العمل يسير على من يسره الله عليه، لا يشق على الإنسان ولا يمنعه القيام بشيء من مهماته، ومن ذلك ففيه هذا الفضل العظيم؛ لأن العمل كلما كان أطوع للرب وأنفع للعبد، كان أفضل مما ليس كذلك. وقد ثبت الحثّ على تخصيص ستة من شوال[2]، وصيام يوم عرفة[3]، والتاسع والعاشر من المحرم[4]، والاثنين والخميس5.
وأما صلاة الضحى: فإنه قد تكاثرت الأحاديث الصحيحة في فضلها، واختلف العلماء في استحباب مداومتها، أو أن يغب بها الإنسان. والصحيح: أنه تستحب المداومة عليها لهذا الحديث وغيره إلا لمن له عادة من صلاة الليل، فإذا تركها أحياناً فلا بأس. وقد أخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم "إنه يصبح على كل آدمي كل يوم ثلاثمائة وستون صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهى عن المنكر صدقة. ويجزئ من [1] أخرجه: البخاري في "صحيحه" رقم: 1178, ومسلم في "صحيحه" رقم: 721 بعد 85. [2] أخرجه: مسلم في "صحيحه" رقم: 1164 بعد 204. [3] صحيح: أخرجه أحمد 5/296, والترمذي 755, وابن ماجه رقم: 1734. [4] أخرجه: مسلم في "صحيحه" رقم: 1134. [4] صحيح: أخرجه الترمذي 747, وأحمد 2/329, وابن ماجه 1740, وانظر: "صحيح مسلم" 1162 بعد 197.
اسم الکتاب : بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار - ط الرشد المؤلف : السعدي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 75