اسم الکتاب : بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار - ط الرشد المؤلف : السعدي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 184
الله به خيراً يفقهه في الدين"[1]. وذلك بسلوك طريق التفقه في الدين دراسة وتعلما وسؤالا، وقال: "ألا سألوا إذ لم يعلموا؟ فإنما شفاء العِيِّ السؤال"[2].
وقد أمر الله بالرفق بالسائل، وإعطائه مطلوبه، وعدم التضجر منه. وقال في سورة الضحى: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ} فهذا يشمل السائل عن العلوم النافعة والسائل لما يحتاجه من أمور الدنيا، من مال وغيره.
ومما يدخل في هذا الحديث: السؤال عن كيفية صفات الباري؛ فإن الأمر في الصفات كلها كما قال الإمام مالك لمن سأله عن كيفية الاستواء على العرش؟ فقال: "الاستواء معلوم. والكيف مجهول. والإيمان به واجب. والسؤال عنه بدعة"[3].
فمن سأل عن كيفية علم الله، أو كيفية خلقه وتدبيره، قيل له: فكما أن ذات الله تعالى لا تشبهها الذوات، فصفاته لا تشبهها الصفات، فالخلق يعرفون الله، ويعرفون ما تعرف لهم به، من صفاته وأفعاله. وأما كيفية ذلك فلا يعلم تأويله إلا الله.
ثم ذكر صلّى الله عليه وسلم في هذا الحديث أصلين عظيمين:
أحدهما: قوله صلّى الله عليه وسلم: "فإذا نهيتكم عنه فاجتنبوه" فكل ما نهى عنه النبي صلّى الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة: وجب تركه، والكف عنه؛ امتثالاً وطاعة لله ورسوله.
ولم يقل في النهي: ما استطعتم لأن النهي طلب كف النفس، وهو مقدور لكل أحد، فكل أحد يقدر على ترك [1] هو الحديث الحادي عشر المتقدم ص32. [2] حسن, أخرجه أبو داود 336, والدارقطني 69-ط الهندية, والبيهقي 1/228, من حديث جابر. وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه أبو داود 333, وابن ماجه 572, وابن حبان 201-موارد, وأبو نعيم في "الحلية" 3/317-318, والحاكم 1/188, أو رقم: 649-ط المعرفة, وانظر "إرواء الغليل" رقم: 105. [3] أخرجه: الدارمي في "الرد على الجهمية" رقم: 104, والصابوني في "عقيدة السلف" رقم: 24-26, وأبو نعيم في "الحلية" 6/325-326, والبيهقي في "الأسماء والصفات" رقم: 866, 867 ط الحاشدي, واللالكائي في "السنة" رقم: 664, وابن عبد البر في "التمهيد" 7/151, من طرق عنه, وجوّد إسناده ابن حجر في "الفتح" 3/406-407, وانظر: "الاعتصام" 1/226 للشاطبي, وتعليق شيخنا مشهور -حفظه الله- عليه.
اسم الکتاب : بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار - ط الرشد المؤلف : السعدي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 184