responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 28
يطيقُونَهُ على الدَّوَام (خد عَن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ
(اتَّقوا الله فِي الصَّلَاة) الَّتِي هِيَ حَضْرَة المراقبة وعماد الدّين بالمحافظة عَلَيْهَا والحذر من الْإِخْلَال بِشَيْء مِنْهَا (وَمَا ملكت أَيْمَانكُم) من كل آدَمِيّ وحيوان مُحْتَرم يَعْنِي احْذَرُوا أَن تضيعوهما فَإِنَّهُ حرَام (خطّ عَن أم سَلمَة) هِنْد أم الْمُؤمنِينَ
(اتَّقوا الله فِي الضعيفين) أَي المتواضعين الخاضعين اللَّذين لَا حول لَهما وَلَا قُوَّة قَالُوا وَمن هما يَا رَسُول الله قَالَ (الْمَمْلُوك) ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى (وَالْمَرْأَة) يَعْنِي الْأُنْثَى بِأَن تعاملوهما بِرِفْق وشفقة وَلَا تكلفوهما مَا لَا يطيقانه وَلَا تقصرُوا فِي حَقّهمَا ووصفهما بالضعف استعطافا (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن ابْن عمر) بن الْخطاب رمز المُصَنّف لضَعْفه
(اتَّقوا الله فِي الصَّلَاة) اجْعَلُوهَا بَيْنكُم وَبَين غَضَبه وقاية بالمواظبة على فعل المكتوبات الْخمس (اتَّقوا الله فِي الصَّلَاة اتَّقوا الله فِي الصَّلَاة) كرّره تَأْكِيدًا واهتماما كَيفَ وَهِي علم الْإِيمَان وعماد الدّين وطهرة للقلوب من أدناس الذُّنُوب وَالْأَمر بالمحافظة عَلَيْهَا أَمر بالرعاية على أَرْكَانهَا وشروطها وهيآتها وأبعاضها (اتَّقوا الله فِيمَا ملكت أَيْمَانكُم) فعاملوهم بالرعاية وَاعْفُوا عَمَّا يصدر عَنْهُم من الْجِنَايَة وَإِلَّا فبيعوا عباد الله وَلَا تعذبوهم كَمَا يَأْتِي فِي حَدِيث (اتَّقوا الله فِي الضعيفين الْمَرْأَة الأرملة) أَي المحتاجة المسكينة الَّتِي لَا كافل لَهَا (والصبيّ الْيَتِيم) أَي الصَّغِير الَّذِي لَا أَب لَهُ ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى (هَب عَن أنس) بن مَالك قَالَ كُنَّا عِنْد رَسُول الله حِين حَضرته الْوَفَاة فَذكره
(اتَّقوا الله وصلوا) بِالتَّشْدِيدِ (خمسكم) أَي صلواتكم الْخمس الْمَعْلُوم فرضيتها من الدّين بِالضَّرُورَةِ وأضافها إِلَيْهِم لِأَنَّهَا لم تَجْتَمِع لغَيرهم (وصوموا شهركم) رَمَضَان وَالْإِضَافَة للاختصاص على الْأَرْجَح (وأدّوا) أعْطوا (زَكَاة أَمْوَالكُم) إِلَى مستحقيها وقدّم الصَّلَاة لعُمُوم وُجُوبهَا إِذْ أَفْرَاد من تلْزمهُ تِلْكَ أَكثر وَلما كَانَ السخط وَالرِّضَا من أَعمال الْقُلُوب عقب ذَلِك بقوله (طيبَة) بِالتَّشْدِيدِ أَي منشرحة (بهَا أَنفسكُم) فَإِنَّكُم إِن أدّيتموها كَذَلِك طيبت أَمْوَالكُم وطهرتها وَلم يذكر الْحَج لكَون الْخطاب وَقع لمن بِعَرَفَة وغالب أهل الْحجاز يحجون كل عَام أَو لِأَنَّهُ لم يكن فرض (وَأَطيعُوا ذَا أَمركُم) أَي من ولي أُمُوركُم فِي غير إِثْم (تدْخلُوا) بِالْجَزْمِ جَوَاب الْأَمر (جنَّة ربكُم) الَّذِي رباكم فِي نعمه وصانكم من بأسه ونقمه قَالَ الطَّيِّبِيّ أضَاف الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالزَّكَاة وَالطَّاعَة إِلَيْهِم ليقابل الْعَمَل بالثواب فِي قَوْله جنَّة ربكُم ولتنعقد الْبيعَة بَين الرب وَالْعَبْد كَمَا فِي قَوْله أنّ الله اشْترى من الْمُؤمنِينَ أنفسهم وَأَمْوَالهمْ الْآيَة وَقَوله طيبَة بهَا أَنفسكُم هُوَ فِي بعض الرِّوَايَات وَفِي بعض النّسخ وَفِي أُخْرَى بإسقاطها (ت حب ك عَن أبي أُمَامَة) صديّ بن عجلَان الْبَاهِلِيّ السَّهْمِي آخر الصحب موتا بِالشَّام قَالَ ت حسن صَحِيح
(اتَّقوا الله وصلوا) بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيف من الصِّلَة وَهِي الْعَطِيَّة (أَرْحَامكُم) أقاربكم بِأَن تحسنوا إِلَيْهِم قولا وفعلا مهما أمكن وَذَلِكَ وَصِيَّة الله للأمم السَّابِقَة فِي الْكتب الْمنزلَة فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن ابْن مَسْعُود) عبد الله وَإِسْنَاده ضَعِيف لَكِن شواهده كَثِيرَة
(اتَّقوا الله فإنّ أخونكم) أَي أَكْثَرَكُم خِيَانَة (عندنَا) معشر النَّبِيين أَو النُّون للتعظيم (من طلب الْعَمَل) أَي الْولَايَة وَلَيْسَ أَهلا لَهَا فَإِن كَانَ أَهلا فَالْأولى عدم الطّلب أَيْضا مَا لم يتَعَيَّن عَلَيْهِ وَإِلَّا وَجب (طب عَن أبي مُوسَى)
(اتَّقوا الْبَوْل) احترزوا أَن يُصِيبكُم مِنْهُ شَيْء فاستبروا مِنْهُ لِأَن التهاون بِهِ تهاون بِالصَّلَاةِ الَّتِي هِيَ أفضل الْأَعْمَال فَلِذَا كَانَ أوّل مَا يسْأَل العَبْد عَنهُ كَمَا قَالَ (فَإِنَّهُ أوّل مَا يُحَاسب بِهِ العَبْد) أَي

اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست