responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة المؤلف : العلائي، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 86
المعتمد، وما سواه فليس بشيء لما سنذكره، وقد ذكر ابن عبد البر - أيضا - أن خالد بن الوليد كان على خيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية، وكانت في ذي القعدة سنة ست [1]. قلت: وهذا ضعيف، أو باطل، ففي صحيح البخاري - مسندا - عن المسور بن مخرمة - رضي الله عنهما - في قصة الحديبية بطولها. قال: "خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن خالد بن الوليد بالغميم [2]، في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات (اليمين) [3] فو الله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة [4] الجيش، فانطلق يركض نذيرا لقريش ... " [5]، فهذا نص صحيح من النبي [6] - صلى الله عليه وسلم -، أن خالد بن الوليد لم يكن يومئذ مسلما، و ما - كان على خيل النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل كان على خيل قريش، فبطل بهذا أن يكون إسلامه قبل الحديبية، وقال مصعب بن عبد الله الزبيري - وإليه المرجع في أخبار قريش - في ترجمة الوليد بن الوليد -: "الصحيح أنه شهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عمرة القضاء، وكتب إلى أخيه خالد، وكان خالد خرج من مكة (فارا) [7] لئلا يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بمكة، كراهة الإسلام، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوليد عنه. وقال: "لو أتانا لأكرمناه وما قتله سقط عليه الإسلام في عمله". فكتب بذلك الوليد إلى أخيه خالد، فوقع الإسلام في قلب خالد، وكان ذلك بسبب هجرته - رضي الله عنه -، فهذا يقتضي أن إسلامه كان بعد عمرة القضاء، وكانت بعد خيبر قطعا، وقال محمد بن إسحاق في سيرته [8]، رواية يزيد البكائي عنه: "حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي، عن حبيب بن أبي أوس قال: "حدثني عمرو بن العاص من فيه، فذكر قصة ذهابه إلى النجاشي، وما جرى له معه، ومبايعته إياه على الإسلام، إلى أن قال: "ثم خرجت عامدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأسلم، فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبيل الفتح (من مكة) [9]. فقلت: أين يا أبا سليمان؟ فقال: "والله لقد استقام المنسم [10]، وإن الرجل لنبي

[1] الاستيعاب مع الإصابة 3/164.
[2] موضع بين مكة والمدينة. (معجم البلدان 4/214) . وهو معروف إلى جدة أقرب.
[3] في الأصل: "اليمن". وهو خطأ.
[4] أي: غبرة تثار من التراث، بسبب الخيل والإبل، ومنه قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ} (عبس:40)
انظر (النهاية 4/12) .
[5] صف 5/329
[6] 18/أ.
[7] في الأصل:"قارى".
[8] 1/749. تهذيب ابن هشام.
[9] في الأصل: "في حكم".
[10] اسم لخف البعير. والمراد به هنا: أي: وضح الأثر وظهر. انظر: (النهاية 5/50) .
اسم الکتاب : التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة المؤلف : العلائي، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست