اسم الکتاب : التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة المؤلف : العلائي، صلاح الدين الجزء : 1 صفحة : 72
إلا بعد الإسلام، هذا ما لا خلاف فيه [1] أيضا، ثم إن كثيرا من الألفاظ فيه مخالفة، لما تضمنّته كتب السير [2]، والمغازي، كلها في قصة بحيرا، وأيضا فالعادة قاضية [3]، بل مثل هذه الألفاظ لو وقعت هكذا صراحة بحضور أبي طالب وجماعة من قريش، لاحتج عليهم أبو طالب بها عليهم [4] بعد زمن النبوة، ولم يكن ينساها [5]، وعبد الرحمن بن غزوان، وإن احتج به البخاري، ووثقه جماعة، فقد قال فيه أبو حاتم بن حبان: "كان يخطئ"، يتخالج في القلب منه شيء" [6]، وسئل أحمد بن صالح عن حديث تفرد به عبد الرحمن هذا، عن الليث[7]، عن مالك [8]، عن الزهري [9]، عن (عروة) [10][11]، عن عائشة في قصة المماليك فأنكره، وقال: "هو موضوع" [12]، وذكر الذهبي حديث الترمذي. وقال: "إنه منكر جدا" [13].
11- ومنها ما روى مسلم في أواخر الفضائل من حديث (عكرمة بن عمار) [14] عن سماك الحنفي أبي زميل [15]، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان، ولا يقاعدونه، فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا نبي الله - ثلاث - [16] أعطيتهن؟، قال: نعم. قال: عندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان، [1] هذه ملاحظة جيدة من المصنف - رحمه الله - وسياق ابن إسحاق يشير إلى عدم قناعته بالرواية، فقد كرر لفظة (يزعمون) أكثر من ثلاث مرات مما يؤيد ضعفها عنده، وهو إمام المغازي (سيرة ابن هشام1/ 116) . قال الحافظ الذهبي: "أنكر مالك حديثه عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى…، ومما يدل على أنه باطل قوله: "ورده أبو طالب، وبعث معه أبو بكر بلالا" وبلال لم يكن خلق بعد، أبو بكر كان صبيا. (الميزان 2/581) وانظر: ما حرره صاحب تحفة الأحوذي 10/93. [2] انظر مثلا: (سيرة ابن هشام 1/116-118) ، فاختلاف الألفاظ واضح وجلي. [3] هكذا في المخطوطة والملاحظ أن هنا سقط الكلام ولعله هكذا والعادة قاضية بكم مثل هذا الخبر عما سواه..: لعلها ووثقه. [4] هكذا في الأصل: وفي نظري: أن لفظة (عليهم) وقعت سهوا من الناسخ ولا لزوم لها. [5] قد يقال: إن للقصة أصلا, ولعل المانع لأبي طالب من الاحتجاج بها رغبته في البقاء على ملة عبد المطلب. [6] الثقات 8/375. [7] ابن سعد. [8] ابن أنس. [9] محمد بن مسلم. [10] في الأصل (عمرو) . [11] 10/ب. [12] ذكره العلائي نقلا عن الكنى لأبي أحمد – الحاكم- وعن الدارقطني في غرائب مالك. ولفظ الحديث: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن لي مماليك أضربهم…" التهذيب 6/248،249. [13] عبارته في الميزان 2/581: "كان يحفظ, له مناكير…" قال أبو أحمد الحاكم: "روى عن الليث حديثا منكرا". [14] في الأصل: (عكرمة بن عمير) وهو خطأ. [15] في الأصل: (عن سماك الحنفي، عن أبي زميل) , وهو خطأ وسماك هو أبو زميل, وكذلك المصنف لم يلتزم بصيغة الأداء فإنها عند مسلم بالتحديث، وليست بالعنعنة. [16] في الأصل: "ثلاثا".
اسم الکتاب : التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة المؤلف : العلائي، صلاح الدين الجزء : 1 صفحة : 72