responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة المؤلف : العلائي، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 54
الأجدع، حدثتني أم رومان [1]، وهي أم عائشة - رضي الله عنها - قالت: "بينا أنا قاعدة أنا وعائشة إذ ولجت [2] امرأة من الأنصار [3]، فقالت: "فعل الله بفلان [4]وفعل"، فقالت أم رومان: وما ذاك؟ قالت: "ابني فيمن حدث الحديث"، قالت: وما ذاك؟ قالت: "كذا وكذا" [5]، قالت عائشة: "سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: نعم. قالت: وأبو بكر؟ قالت: نعم. فخرت مغشيا عليها، فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض [6]، فطرحت عليها ثيابها، فغطيتها، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: " ما شأن هذه؟ قلت: يا رسول أخذتها حمى بنافض قال: "فلعل في حديث تحدث به؟ [7]؟ قالت: نعم. قالت [8]: فقعدت عائشة - رضي الله عنها - فقالت: "والله لئن حلفت لا تصدقوني، ولئن قلت لا تعذروني، مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه [9]، والله المستعان على ما تصفون". قالت: فانصرف, ولم يقل شيئا، فأنزل الله عذرها [10]، قالت: "بحمد الله، ولا بحمدك، ورواه [11] أيضا في أحاديث الأنبياء [12]، عن محمد بن سلام، ثنا ابن فضيل [13]، ثنا حصين [14]، عن شقيق، عن مسروق، قال: سألت أم رومان، وهي أم عائشة - رضي الله عنهما- عما قيل فيها [15]- قالت: "بينا أنا مع عائشة جالسة". وذكرت نحو ما تقدم. فهذا السياق فيه مخالفة كبيرة لما

[1] بضم الراء، زينب. وقيل: دعد. وقول مسروق: حدثتني أم رومان ينفي زعم من قال: إن روايته عنها خطأ. انظر (التقريب 2/621) والفتح (7/438) .
[2] دخلت. من الولوج: وهو الدخول.
[3] هي بنت خالة أبي بكر، سلمى بنت أبي رهم. (الفتح8/465) .
[4] فيه بيان أدب أم رومان، إذ لم تصرح باسم المدعو عليه، وهو مسطح بن أثاثة - عفا الله عنه - وكان يجلس مع أناس في بيت عبد الله بن أبي، يتحدثون في الأمر. (الفتح8/465) .
[5] مرادها حديث الإفك، وعبرت بهذا استقباحا له، وهو كمال في الأدب وتنزيه للألفاظ.
[6] رعدة شديدة، والأصل في النفض الحركة. (النهاية 5/97) .
[7] بالبناء للمجهول، وفي الأصل (نحدث) بالنون.
[8] في الأصل، وليست عند البخاري.
[9] إذا لم يصدقهم في دعواهم.
[10] في سورة النور في الآيات 11-26 {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} الآيات. والعبرة من هذا المصاب الجلل، كمال الصبر واللطف وانتظار حكم الله، تجلى في أكمل ما يكون عليه أولوا العزم في النبي الكريم، ومعلم الأمة العظيم محمد - صلى الله عليه وسلم -، إذ لم يعنف عائشة، وما كان يلومها، وكمال الإيمان، وقوة اليقين عند أم المؤمنين, وقفت في ثبات وعزيمة، ولجأت إلى الله، ولم تزد على أن ذكرت ذلك المثل العظيم وبعد براءتها بالقرآن تزداد شموخا وعزة - رضي الله عنها -.
[11] أ/ب.
[12] خ 4/122, 123.
[13] محمد بن فضيل.
[14] في الأصل: "ابن حصين", وهو خطأ.
[15] في الأصل هكذا. وفي متن البخاري مع الفتح "لما قيل فيها ما قيل" صف 6/418. وفي صحيح البخاري المتن، كما في عند المصنف خ 4/123. وكذلك عند المزي في تحفة الأشراف 13/79.
اسم الکتاب : التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة المؤلف : العلائي، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست