اسم الکتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف المؤلف : علي علي صبح الجزء : 1 صفحة : 29
من أخطر صور النفاق: ذلاقة اللسان وحلاوة الحديث:
رُوِيَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إني لا أخاف على أمتي مؤمنًا ولا مشركًا، أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه، وأما المشرك فيُقْمِعُه الله بشركه، ولكني أخاف عليكم كلَّ منافق الجَنان، عالم اللسان، يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون" تعددت روايته.
في هذا الحديث الشريف تصوير أدبي بليغ للنماذج البشرية في ثلاث صور بليغة؛ فأما الصورة الأولى: فلا يخاف منها النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته من بعده وهي التعبير البلاغي عن المؤمن فقال: "فأما المؤمن فيمنعه إيمانه"، ليكون له حارسًا أمينًا وصادقًا على اللسان والقلب، في النية والقول والعمل، فلا يقول ما لا يفعل، ولا يظهر ما لا يخفي، ولا يتلون بألوان مختلفة، بل يخلص القلب واللسان والعمل لله وحده، فيعبر عنه بصدق وأمانة وإخلاص، لا يأتي هؤلاء بوجه، ولا هؤلاء بوجه، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} ، وأما الصورة الثانية: التي لا
2- يستقبل المؤمن المقتدر حينما يتعرض لقدر الله تعالى وقضائه بالصبر والرضي، والاحتساب عند الله عز وجل بلا جزع أو سخط أو غضب أو اعتراض، لأنه يؤمن بالقدر خيره وشره.
3- والفاجر عنيف معاند قاسي القلب، لا يلين ولا يتعاطف مع الآخرين، وكلما تعرض للشدة ازداد عنفًا وعنادًا.
4- أن الله تعالى يملي للفاجر ويمهله، حتى إذا طغى وتجبر أخذه أخذ عزيز مقتدر، وعذبه عذابًا شديدًا يوم تشخص فيه الأبصار.
5- بالإضافة إلى ما ذكر في التصوير النبوي من الحديث الشريف.
اسم الکتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف المؤلف : علي علي صبح الجزء : 1 صفحة : 29