اسم الکتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف المؤلف : علي علي صبح الجزء : 1 صفحة : 183
2- أن الثراء والغنى من الله عز وجل، يضعه الله تعالى فتنة واختبارًا لعبده ليشكر أو يكفر، فمن شكر الله تعالى جمعه من المصادر الطيبة الحلال، وأنفقه فيما أمر الله عز وجل، مبتعدًا عما نهى عنه. فلا يقع فيه الحسد، ومن كفر جمعه من المصادر الخبيثة الحرام، وأنفقه فيما يغضب الله عز وجل أمرًا ونهبًا أو حبسًا واكتنازًا، وهذا يقع فيه الحسد المذموم والبغض والكراهية والعياذ بالله تعالى.
3- العلم والحكمة من فضل الله عز وجل على عبده، فمن اصطفاه الله عز وجل لها، فتعلم وعلم الناس، وتعلم وعمل بما تعلم؛ فكان قدوة حسنة لغيره، فهذا الوجه لا يقع فيه الحسد المذموم؛ بل تغبطه الناس على هذه النعمة الجميلة، أما من تعلم الحكمة بلا سلوك أو عمل ليتظاهر بها كبرًا وترفعًا وغنى؛ فهذا الوجه يقع عليه الحسد المذموم، وكراهية الناس لصاحبه وبغضهم له.
مجلس العلم:
أخرج البخاري عن أبي واقد الليثي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم؛ فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبًا، فلما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؛ أما أحدهم فأوى إلى الله فأواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه".
التصوير الأدبي في بلاغة التعبير عن جماعة كبيرة تنوعت إلى ثلاث جماعات، حسب تصرفاتها من مجلس العلم، في قوله: "ألا أخبركم عن النفر الثلاثة، أما أحدهم فأوى إلى الله فأواه الله" تدل هذه الصورة الفنية
اسم الکتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف المؤلف : علي علي صبح الجزء : 1 صفحة : 183