responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف المؤلف : علي علي صبح    الجزء : 1  صفحة : 154
ذلك مما يدخل في التواد بعد التراحم، فإذا تحقق التواد بين الأسرة فيما بينها، وبين الأسر بعضها مع بعضها الآخر، تتنامى بعد تلك الصفات والأعمال والقيم الخلقية الأعلى من التراحم والتواد، وهي الغاية السامية التي ينشدها الإسلام من التعاطف والتعاون والوحدة والاعتصام بحبل الله جميعًا، وهي الصفات والأعمال الثالثة في قوله: "وتعاطفهم" وهذا التنامي بين القيم السامية في التصوير الفني والبلاغي يعد من أرقى أساليب البلاغة النبوية الشريفة.
روعة التصوير الفني في بلاغة التعبير بصيغ المفاعلة في هذا الحديث الشريف، التي تدل على المشاركة والإيجابية والتفاعل بين جميع المسلمين، بحيث يشترك الجميع في هذه الصفات وتلك الأعمال والقيم، فلا بد أن يحدث التراحم والتواد والتعاطف من الجميع دون اقتصار على فرد أو مجموعة دون الأخرى، وذلك في بلاغة التعبير والتصوير الفني بصيغة التفاعل، في قوله -صلى الله عليه وسلم: "في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم"، متأثرًا ببلاغة القرآن الكريم وإعجازه البياني في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} لأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، كما في حديث آخر: "المسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينه اشتكى كلَّه، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله".
روعة التصوير الفني في بلاغة التشبيه التمثيلي، حين شبه المؤمنون على التمثيل في هذه الصفات، وتلك القيم الخلقية السامية في التراحم والتواد والتعاطف، فلا يستغني أحدهم عن الآخر، بل كل واحد منهم يكمل الآخر، ويحتاج إليه ولا يستغني عنه، حتى تستقيم الحياة فتقوى، وتتحقق لها العزة والكرامة والمجد، مثلهم في هذا البناء القوي الكامل الجميل مثل الجسد الواحد القوي الصحيح الجميل التي اتسقت فيه

اسم الکتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف المؤلف : علي علي صبح    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست