responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية ومعه النفحات السلفية بشرح الأحاديث القدسية المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 34
أبو داود، والترمذي، وحسنه، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين من حديث سلمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين" [1] وفي قوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] وما تقدم من الأحاديث دليل على أن دعاء المسلم لا يُهمل، بل يُعطى ما سأله؛ إما معجلًا، وإما مؤجلًا بفضل الله عز وجل.
الخصلة الرابعة: مشتركة بين العبد وبين إخوانه الآدميين، وهي أن يرضى لأخيه من الخير والطاعات ما يرضى أن يكون مثله له، ومقابله: أن يكره لأخيه من الشر ما يكره لنفسه أن تلقاه، وهذا معنى ما رواه البخاري، ومسلم عن أبي حمزة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" [2]: قال الإمام محيي الدين النووي رحمه الله تعالى: الأولى أن يحمل ذلك على عموم الأخوة حتى يشمل الكافر والمسلم، فيحب لأخيه الكافر ما يحب لنفسه من دخوله في الإسلام، كما يحب لأخيه المسلم دوامه على الإسلام، ولهذا كان الدعاء بالهداية: للكافر مستحبًا. والحديث محمول على نفي الإيمان الكامل عمن لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه، والمراد: المحبة بإرادة الخير والمنفعة، ثم المراد: المحبة الدينية، لا المحبة البشرية، فإن الطباع البشرية قد تكره حصول الخير، وتمييز غيرها عليها: والإنسان يجب عليه أن يخالف الطباع البشرية، ويدعو لأخيه، ويتمنى له ما يحب لنفسه، والشخص متى لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه كان حسودًا، فعلى الإنسان أن يعالج نفسه، ويحملها على الرضا بالقضاء، ويخالفها بالدعاء لعدوه بما يخالف النفس.
وقال أبو الزناد[3]: ظاهر هذا الحديث التساوي، وحقيقته: التفضيل؛ لأن الإنسان

[1] رواه أبو داود رقم"1488"، والترمذي رقم"3551"، وابن ماجه رقم "3865"في الدعاء. وابن حبان رقم "876".والبغوي رقم "1385"من حديث سلمان رضي الله عنه. وهو حديث صحيح.
[2] رواه أحمد في المسند "3/ 176و 272". والبخاري رقم "13". ومسلم رقم "45"في الإيمان، وابن ماجه رقم"66"، والترمذي رقم "2515". من حديث أنس رضي الله عنه.
[3] أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، الإمام الفقيه، الحافظ، المفتي، أبو عبد الرحمن، القرشي المدني، ولد في حياة ابن عباس رضي الله عنه، وحدث عن أنس بن مالك. وأبي أمامة بن سهل، وأبان بن عثمان، حدث عنه ابنه عبد الرحمن، وسفيان الثوري. توفي رحمه الله سنة"130" هـ لسبع عشرة خلت من رمضان.
اسم الکتاب : الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية ومعه النفحات السلفية بشرح الأحاديث القدسية المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست