responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مكارم الأخلاق المؤلف : ابن أبي الدنيا    الجزء : 1  صفحة : 137
447 - حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ، قَالَ: بَعَثَ مَرْوَانُ وَهُوَ عَلَى الْمَدِينَةِ ابْنَهُ عَبْدَ الْمَلِكِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّ لَنَا مَالًا إِلَى جَنْبِ مَالِكَ بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْحِجَازِ، لَا يَصْلُحُ مَالُنَا إِلَّا بِمَالِكَ، وَمَالُكَ إِلَّا بِمَالِنَا، فَإِمَّا تَرَكْتَ لَنَا مَالَكَ فَأَصْلَحْنَا بِهِ مَالَنَا، وَإِمَّا تَرَكْنَا لَكَ مَالَنَا فَأَصْلَحْتَ بِهِ مَالَكَ، فَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ مَرْوَانَ §إِنِّي لَا أُخْدَعُ عَنِ الْقَلِيلِ، وَلَا يَتَعَاظَمُنِي تَرْكُ الْكَثِيرِ، وَقَدْ تَرَكْنَا لَكُمْ مَالَنَا فَأَصْلِحُوا بِهِ مَالَكُمْ»

448 - قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَوَانةَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: دَخَلَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَجَلَسَ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ قَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: عِفَّ عَنِّي، فَقَالَ الْوَلِيدُ: «
[البحر الطويل]
§أَعِفُّ وَأَسْتَغْنِي كَمَا قَدْ أَمَرْتَنِي ... فَأَعْطِ إِذَا مَا مِتُّ بَعْدِي أَوِ ابْخَلِ
فَإِنِّي امْرُؤٌ فِي الدَّارِ مِنِّيَ ثَرْوَةٌ ... وَلَيْسَ شَبَا عَجْزٍ عَلَيَّ بِمُقْفَلِ
سَأَصْرِفُ عَنْكَ الْعِيسَ إِنَّ سَجِيَّتِي ... إِذَا رَابَهَا رَيْبٌ كَسَلَّةِ مُنْصُلِ»

449 - قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَوَانَةَ، قَالَ: أَقَامَ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامٍ بِبَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ سَنَةً، ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
تَبِعْتُكَ إِذْ عَيْنِي عَلَيْهَا غَبَاوَةٌ ... فَلَمَّا انْجَلَتْ قَطَّعْتُ نَفْسِي أَلُومُهَا
رَدَدْتُ عَلَيْكَ النَّفْسَ حَتَّى كَأَنَّمَا ... بِكَفَّيْكَ بُؤْسِي أَوْ لَدَيْكَ نَعِيمُهَا
فَمَا بِي وَإِنْ أَقْصَيْتَنِي مِنْ ضَرَاعَةٍ ... وَلَا افْتَقَرَتْ نَفْسِي إِلَى مَنْ يَسُومُهَا
فَأَرْسَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ رَسُولًا يَرُدُّهُ، وَقَالَ: «اتْبَعْهُ حَتَّى تَرُدَّهُ عَلَيَّ، وَإِنْ بَلَغْتَ مَكَّةَ» ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: «أَنِفْتَ مِنَ الْمُقَامِ بِبَابِي؟» قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَنِفْتُ مِنَ الْمُقَامِ بِبَابِكَ، وَمَا عَنْكَ مَرْغَبٌ، وَلَكِنِّي أَطَلْتُ الْمُقَامَ وَلِي ضَيْعَةٌ وَعَلَيَّ دَيْنٌ، قَالَ: «كَمْ دَيْنُكَ؟» قَالَ: ثَلَاثُونَ أَلْفَ دِينَارٍ، قَالَ: «§إِنْ شِئْتَ قَضَيْتُ دَيْنَكَ، وَإِنْ شِئْتَ اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى مَكَةَ سَنَةً» ، قَالَ: اسْتَعْمِلْنِي عَلَى مَكَةَ سَنَةً فَاسْتَعْمَلَهُ ثُمَّ عَزَلَهُ

اسم الکتاب : مكارم الأخلاق المؤلف : ابن أبي الدنيا    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست