اسم الکتاب : ذم الدنيا المؤلف : ابن أبي الدنيا الجزء : 1 صفحة : 75
138 - وحدثني أزهر بن مروان، أخبرنا جعفر بن سليمان، قال: سمعت مالك بن دينار، يقول: قال عيسى عليه السلام للحواريين: يا معشر الحواريين كلوا خبز الشعير والماء القراح، ونبات الأرض، فإنكم لا تقومون بشكره، واعلموا أن حلاوة الدنيا مرارة الآخرة.
139 - حدثنا محمد بن معمر العجيفي، حدثني من سمع سفيان بن عيينة، يقول: والله ما أعطى الله عز وجل الدنيا من أعطاها إياه إلا اختباراً، ولا زواها من زواها عنه إلا اختباراً، وآية ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاع وشبعتم، ابن آدم تهيأ للجدل وتيسر لحسابك وانظر من موقفك، على من يسألك عن النقير، والقطمير والفتيل، وما هو أصغر من ذلك، وأكبر وما تغني حياة بعدها الموت.
قال: فقيل له: يا أبا محمد من يقول هذا؟ قال: ومن يحسن يقول هذا إلا الحسن.
140 - أنشدني أبو جعفر القرشي: يا عاشق الدنيا وللدنيا سمادير وسكر
اسمع لموعظة الزما ... ن فما بسمعك وقر
كم قد مضى ملك له ... نظر إلى الجلساء شزر
وله مباهاة بما ... لم يبق فيه له فخر
وتمر أزمنة بنا ... يمضي بها شهر وشهر
وتمر فينا الحادثا ... ت لها نباطي ونشر
-[76]-
ويكون من يبني القصو ... ر يضمه من بعد قبر
والدهر فيه عجائب ... من صرفه شفع ووتر
والموت فيه على الذها ... ب بأنفس الثقلين قدر
وعوابر الدنيا تمر عليك وأنت لهن جسر
ولرب حال بين صا ... حبها وبين الموت فقر
ومن يفك لعاشق الدنيا من الشهوات أسر؟ !
اسم الکتاب : ذم الدنيا المؤلف : ابن أبي الدنيا الجزء : 1 صفحة : 75