responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإشراف في منازل الأشراف المؤلف : ابن أبي الدنيا    الجزء : 1  صفحة : 236
288 - أَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو نُعَيْمٍ للْعَزْرَمِيُّ:
[البحر الوافر]
§أُعلِنَتِ الْفَوَاحِشُ فِي النَّوَادِي ... وَصَارَ الْقَوْمُ أَعْوَانَ الْمُرِيبِ
إِذَا مَا عِبْتُمْ عَابُوا مَقَالِي ... لِمَا فِي الْقَوْمِ مِنْ تِلْكَ الْقُلُوبِ
وَكُنَّا نَستَطَّبُ إِذَا مَرِضْنَا ... فَصَارَ هَلَاكُنَا بَيَدِ الطَّبِيبِ
وَجَاءَتْ عَيْبَةٌ هَدَمَتْ بَقَايَا ... مِنَ الْمَعْرُوفِ كَالنَّمْلِ الشَّرِيبِ
فَمَا إِنْ يَنْزِعُونَ بَيَوْمِ خَيْرٍ ... مِنَ الْمَعْرُوفِ إِلَّا لِلْمُشِيبِ

289 - وَأَنْشَدَنِي أَبُو نُعَيْمٍ للْعَزْرَمِيُّ:
[البحر الطويل]
§وَإِنِّي لَا يَكُنْ لِلْكَرِيمِ الَّذِي أَرَى ... لَهُ أَرَبًا عَنِ اللَّئِيمِ يُطَالِبُهْ
وَأَرْثِي لَهُ مِنْ مَوقِفٍ عِنْدَ بَابِهِ ... كَمَرْثيَّتِي لِلطَّرَفِ وَالْعِلْجُ رَاكِبُهُ

290 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرَارَةَ بِجَالُ بْنُ حَاجِبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ -[237]- قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، §أَنْ يَزِيدَ بْنِ شَيْبَانَ، خَرَجَ حَاجًّا قَالَ: فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَتِ الْفِرَقُ وَحَضَرْنَا الْحَرَمَ إِذَا رُفْقَةٌ ضَخْمَةٌ مِنَ الْعَرَبِ مُنْجِبُونَ - أَيْ عَلَى نَجَائِبَ - يَتَسَايَرُونَ قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَرَى هَؤُلَاءِ مِنْ أَصْهَارِنَا وَمَعَارِفِنَا مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: وَمَا هُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ - يُقَالُ لَهَا تَمْرَةُ فَارِهَةٌ قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: قَوْمٌ مِنْ مَهْرَةَ، قَالَ: فَعَطَفْتُ نَاقَتِي وَلَمْ أُرَاجِعْهُمْ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ هُوَ رَأْسُ الْقَوْمِ: وَمَنْ ذَا الَّذِي شَامَكُمْ مُشَامَةَ الذِّئْبِ الْغَنَمَ ثُمَّ عَطَفَ رَاحِلَتَهُ كَأَنَّهُ لَمْ يَرَكُمْ مِنْ جَذْمِ الْعَرَبِ؟ رُدَّاهُ عَلَيَّ فَلَحِقَنِي غُلَامَانِ فِي يَدِ أَحَدِهِمَا مِحْجَزٌ فَأَهْوَى بِهِ إِلَى زِمَامِ النَّاقَةِ فَأَلْحَقَانِي بِهِ , فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ شَامَتَنَا مُشَامَةَ الذِّئْبِ الْغَنَمَ ثُمَّ عَطَفْتَ رَاحِلَتَكَ كَأَنَّكَ لَمْ تَرَنَا مِنْ جَذْمِ الْعَرَبِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَيْسَ بِي ذَاكَ وَلَكِنَّكَ اعْتَزَيْتَ إِلَى قَوْمٍ لَا يَعْرِفُونِي وَلَا أَعْرِفُهُمْ. قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ مِنْ جَذْمِ الْعَرَبِ لَأَعْرِفَنَّكَ قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لِمَنْ جَذْمِ الْعَرَبِ. قَالَ: فَأَنَّمَا الْعَرَبُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ إِنَّمَا هِيَ مُضَرُ وَرَبِيعَةُ وَقُضَاعَةُ وَالْيَمَنُ فَمِنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: امْرُؤٌ مِنْ مُضَرَ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَأَطْرَحَنَّكَ فِي مِثْلِ لُجَجِ الْبَحْرِ. قَالَ: قُلْتُ: أَوَلَا تَدْرِي؟ قَالَ: فَمِنَ الْفُرْسَانِ أَنْتَ أَمْ مِنَ الْجَمَاجِمِ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الْجَمَاجِمَ خِنْدِفٌ وَأَنَّ الْفُرْسَانَ قَيْسٌ -[238]-. قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ الْجَمَاجِمِ أَنَا. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ خِنْدِفٍ مِنَ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَمِنَ الْأَزِمَّةِ أَنْتَ أَمْ مِنَ الْأَرْجَاءِ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الْأَزِمَّةَ خُزَيْمَةُ الَّتِي فِيهَا السَّمْعُ وَالْبَصَرُ قُرَيْشٌ وَأَنَّ الْأَرْجَاءَ طَابِخَةُ قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ الْأَرْجَاءِ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ طَابِخَةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَا أَنَا. فَمِنَ الْوَشِيظِ أَنْتَ أَمْ مِنَ الصَّمِيمِ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الصَّمِيمَ تَمِيمٌ وَأَنَّ الْوَشِيظَ مُزَيْنَةٌ وَوَشَائِظَ الرَّبَابُ قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلُ مِنَ الصَّمِيمِ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ تَمِيمٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَمِنَ الْأَكْثَرِينَ أَمْ مِنَ الْأَقَلِّينَ أَمْ مِنْ إِخْوَتِهِمْ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الْأَكْثَرِينَ زَيْدُ مَنَاةَ وَأَنَّ الْأَقَلِّينَ الْحَارِثُ بْنُ تَمِيمٍ شُقْرَةُ وَأَنَّ إِخْوَتَهُمُ الْآخَرِينَ عَمْرُو بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ الْأَكْثَرِينَ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَمِنَ الْبَحُورِ أَمْ مِنَ الْجُدُودِ أَمْ مِنَ الثِّمَادِ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الْبَحُورَ مَالِكُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ وَأَنَّ الْجُدُودَ سَعْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ وَأَنَّ الثِّمَادَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ. قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ الْبَحُورِ أَنَا -[239]-. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ الْأَحْمَرِ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَمِنَ الْأَنْفِ أَمْ مِنَ الْجَبِينِ أَوْ مِنَ الْقَفَا؟ قَالَ: فَعَلِمْتُ أَنَّ الْأَنْفَ حَنْظَلَةُ وَأَنَّ الْجَبِينَ الْكُرْدُرُسَانَ قَيْسٌ وَمُعَاوِيَةُ وَأَنَّ الْقَفَا رَبِيعَةُ. قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ الْأَنْفِ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ حَنْظَلَةَ الْأَعَرِّ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: أَفَمِنَ الْبُيُوتِ أَمْ مِنَ الْفُرْسَانِ أَمْ مِنَ الْجَرَاثِيمِ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الْبُيُوتَ بَنُو مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ وَأَنَّ الْفُرْسَانَ يَرْبُوعُ بْنُ حَنْظَلَةَ وَأَنَّ الْجَرَاثِيمَ الْبَرَاجِمُ. قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ الْبُيُوتِ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ الْعُرْفِ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَمِنَ الْبُدُورِ أَمْ مِنَ النُّجُومِ أَمْ مِنَ السَّحَابِ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الْبُدُورَ بَنُو دَارِمٍ وَأَنَّ النُّجُومَ بَنُو طَهْيَةَ وَأَنَّ السَّحَابَ بَنُو الْعَدَوِيَّةِ. قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ الْبُدُورِ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي دَارِمٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَمِنَ اللُّبَابِ أَمْ مِنَ الشِّهَابِ أَمْ مِنَ الْهِضَابِ أَمْ مِنْ إِخْوَتِهِمُ الْآخَرِينَ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ اللُّبَابَ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَّ الشِّهَابَ بَنُو نَهْشَلٍ وَأَنَّ الْهِضَابَ بَنُو مُجَاشِعٍ وَأَنَّ إِخْوَتَهُمُ الْآخَرِينَ سَائِرُ وَلَدِ دَارِمٍ -[240]-. قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ اللُّبَابِ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَا أَنَا. قَالَ: أَفَمِنَ الْبَيْتِ أَنْتَ أَوْ مِنَ الزَّوَافِرِ الْأَحْلَافِ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ مِنَ الْبَيْتِ. قَالَ: ذَاكَ أَجِدُ بَنِي زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ. قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَإِنَّ زُرَارَةَ وَلَدَ عَشَرَةً فَمِنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ وَلَدِ عَلْقَمَةَ بْنِ زُرَارَةَ. قَالَ: فَإِنَّ عَلْقَمَةَ وَلَدَ رَجُلًا وَاحِدًا شَيْبَانَ بْنَ عَلْقَمَةَ وَلَسْتَ بِهِ فَتَزَوَّجَ نِسْوَةً تَزَوَّجَ عَكْرَشَةَ بِنْتَ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ، وَتَزَوَّجَ عَمْرَةَ بِنْتَ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُدُسٍ فَوَلَدَتْ لَهُ، وَتَزَوَّجَ مِهَادَ بِنْتَ حُمْرَانَ فَوَلَدَتْ لَهُ، فَأَيُّهُمْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا يَزِيدُ بْنُ شَيْبَانَ. قَالَ: أَمَا وَرَبِّي مَا افْتَرَقَتْ فِرْقَتَانِ إِلَّا كُنْتَ فِي الْفِرْقَةِ الَّتِي لَا يَضُرُّكَ أَلَّا تَعَدَّاهَا إِلَى غَيْرِهَا حَتَّى مَارَسَكَ عَلَى الْمَجْدِ أَخُوكَ

اسم الکتاب : الإشراف في منازل الأشراف المؤلف : ابن أبي الدنيا    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست