اسم الکتاب : نسخة نبيط بن شريط المؤلف : اللُّكِّيُّ الجزء : 1 صفحة : 125
40- (368) وبه عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " خَرَجْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَمَعَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ، فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى بَعْضِ حِيطَانِ الأَنْصَارِ، وَجَدْنَا عُمَرَ جَالِسًا يَنْكُتُ فِي الأَرْضِ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا الَّذِي أَجْلَسَكَ وحدك ها هنا؟ قَالَ: لأمرٍ هَمَّنِي، قَالَ عَلِيٌّ: أَفَتُرِيدُ أَحَدَنَا؟ قَالَ عُمَرُ: إِنْ كَانَ فَعَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: فَتَخَلَّفَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثُمَّ لَحِقَ بِنَا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ أُعْجُوبَةٌ مِنْ عَجَائِبِ أمير المؤمنين، أخبرك بها، وأكتم علي قال: فهلم. قال: لما وليت، قال عمر: وهو ينظر إلى أثرك وحسن مشيتك: آه آه آه. فقلت: مما تأوه يا أمير المؤمنين؟ قال: من أجل صاحبك يا ابن عباس، وقد أعطي له ما لم يعطه أحد من آل رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ولولا ثلاث هن فيه ما كان لهذا الأمر أحد سواه، قلت: ما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: كثرة دعابته، وبغض قريش له، وصغر سنه.
قال: فما رددت عليه. قال: داخلني ما يداخل ابن العم لابن عمه. فقلت يا أمير المؤمنين أما كثرة دعابته، فقد كان رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يداعب ولا يقول إلا حقاً، وأين أنت حيث كان رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول، ونحن حوله صبيان وكهول وشيوخ وشبان فيقول للصبي: ما سناي سناي. ولكل ما يعلمه أنه يشتمل على قلبه، وأما بغض قريش له فوالله ما يبالي ببغضهم له، بعد أن جاهدهم في الله حتى أظهر الله دينه، فقصم أقرانها وكسر آلهتها، وأثكل نساءها في الله لامه من لامه، وأما صغر سنه فقد علمت أن الله عز وجل حين أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم براءة من الله ورسوله فوجه النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صاحبك رحمه الله ليبلغ عنه، فأمره الله أن لا يبلغ عنه إلا رجل من أهله فوجهه به، فهل استصغر الله سنه، قال: فقال عمر: لابن عباس: أمسك علي فاكتم، فإن سمعتها من غيرك لم أنم بين لابتيها.
41- (369) وَبِهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
علمني جبريل عليه السلام دعاء في الدين، فقال: من أصابه دين فليتوضأ، وليصل إذا زالت الشمس أربع ركعات، وليقرأ في كل ركعة الحمد لله وقل هو الله أحد، وآية الكرسي، فإذا سلم قرأ: {اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشأ وتنزع الملك ممن تشأ وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل} إلى -[126]- قوله {بغير حساب} ثم يقول: يا فارج الهم، يا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك، واقض ديني فإن الله عز وجل يقضي عنه دينه، وفيها اسم الله الأعظم.
اسم الکتاب : نسخة نبيط بن شريط المؤلف : اللُّكِّيُّ الجزء : 1 صفحة : 125