اسم الکتاب : ملء العيبة المؤلف : ابن رشيد السبتي الجزء : 1 صفحة : 398
فعامل رمح دق في صدر عامل ... وقائم سيف قد في رأس قائم
ويا رب صوام الهواجر واصل ... هنالك مصروم الحياة بصارم
ومنقذ عان في الأداهم راسف ... ينوء برجلي راسف في الأدهم
أضاعهم يوم الخميس حفاظهم ... وكرهم في المأزق المتلاحم
سقى الله أشلاء بسفح أنيشة ... سوافح تزجيها ثقال الغمائم
وصلى عليها أنفسا طاب ذكرها ... فطيب أنفاس الرياح النواسم
لقد صبروا فيها كراما وصابروا ... فلا غرو أن فازوا بصفوا المكارم
وما بذلوا إلا نفوسا نفيسة ... تحن إلى الأخرى حنين الروائم
ولا فارقوا، والموت يتلع جيده ... بحيث التقى الجمعان، صدق العزائم
بعيشك طارحني الحديث عن التي ... أراجع فيها بالدموع السواجم
وما هي إلا غاديات فجائع ... تعبر عنها رائحات مآتم
جلائل دق الصبر فيها فلم نطق ... سوى غض أجفان وعض أباهم
أبيت لها تحت الظلام كأنني ... رمي نصال أو لديغ أراقم
أغازل من برح الأسى غير بارح ... وأصحب من سامي البكا غير سائم
وأعقد بالنجم المشرق ناظري ... فيغرب عني ساهرا غير نائم
وأشكو إلى الأيام سوء صنيعها ... ولكنها شكوى إلى غير راحم
وهيهات هيهات العزاء ودونه ... قواصم شتى أردفت بقواصم
ولو برد السلوان حر جوانحي ... لآثرت عن طوع سلو البهائم
ومن لي بسلوان يحل منفرا ... لجاث من الأرزاء حولي جاثم
وبين الثنايا والمخازم رمة ... سرى في الثنايا طيبها والمخارم
بكتها المعالي والمعالم جهدها ... فلهف المعالي بعدها والمعالم
سعيد صعيد لم ترمه قرارة ... وأعظم بها وسط العظام الرمائم
كأن دما أذكى أديم ترابها ... وقد مازجته الريح مسك اللطائم
يشق على الإسلام إسلام مثلها ... إلى خامعات بالفلا وقشاعم
كأن لم تبت تغشى السراة قبابها ... ويرعى حماها الصيد رعي السوائم
اسم الکتاب : ملء العيبة المؤلف : ابن رشيد السبتي الجزء : 1 صفحة : 398