عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل بْن إبراهيم بْن عثمان بْن أَبِي بكر بْن إبراهيم بْن مُحَمَّد المقدسي الشافعي أَبُو القاسم، ويكنى أَبَا مُحَمَّد
أَيْضًا، ويعرف بأي شامة لأنه كَانَ بِهِ شامة كبيرة فوق حاجبه الأيسر أصله من القدس، وولد بدمشق ليلة الجمعة الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر تسع وَتِسْعِينَ وخمس مائة، كَانَ إماما فِي علوم القرآن، والحديث، والفقه، والعربية، وأيام الناس، ومعرفة الرجال، وغير ذلك، صنف فِي جميع ذلك تصانيف مفيدة، وقام بوظيفة الفتوى بدمشق مدة سَمِعَ من أَبِي البركات بْن ملاعب، وأبي القاسم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن قدامة المقدسي، وجماعة كبيرة دون هؤلاء، وسافر إِلَى الديار المصرية، واجتمع بشيوخ تلك الديار فِي سنة ثمان وَعِشْرِينَ وست مائة، واختصر تاريخ دمشق لابن عساكر مرتين اختصار جيدا، أما الأكبر منها فلم يخل من الأصل فيه بمقصود، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية مدة، وَكَانَ حسن العبارة، مليح التصنيف، كثير الفوائد، ولم يزل عَلَى ذلك إِلَى أن تُوُفِّيَ فِي ليلة الثلاثاء التاسع عشر من شهر رمضان سنة خمس وَسِتِّينَ وست مائة، ودفن من الغد بمقبرة بابا الفراديس، ظاهر دمشق رَحِمَهُ اللَّهُ وإيانا.