اسم الکتاب : كتاب الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين أو الأربعين الطائية المؤلف : الطائي، أبو الفتوح الجزء : 1 صفحة : 124
كراهية وملالة لما يصيبه من أذى الجوع والعطش وكلفة الكف عَنْ قضاء الوطر، بل يحتسب النصب والتعب فِي طول أيام، ولا يتمنى سرعة انصرافه، ويستلذ مضاضته، فإذا لم يفعل ذَلِكَ فقد جاء فِي الْحَدِيث: " رب صائم ليس له من صيامه إِلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس لَهُ من قيامه إِلا السهر ".
أَخْبَرَنَا شَيْخ الْقُضَاةِ أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَدَ البيهقي، أَخْبَرَنَا شَيْخ الإْسِلامِ أَبُو عُثْمَان إِسْمَاعِيل بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصابوني، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْن مَنْصُور، حَدَّثَنَا زكريا بْن داود الخفاف، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن سَعِيد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الفضيل، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ معاذة العدوية أنها كانت إذا جاء الليل، قالت: هَذِهِ ليلتي الَّتِي أموت فيها، فما تنام حَتَّى تصبح، فإذا جاء النهار، قالت: هَذَا يومي الَّذِي أموت فِيهِ فما تنام حَتَّى تمسي فإذا جاء الشتاء لبست الرقاق حَتَّى يمنعها البرد من النوم
وَقَالَ ابن شبرمة عجبت لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء، كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار؟
أنشدنا الْقَاضِي عَبْد الملك بْن أَحْمَدَ بْن معافي القزويني، لبعض الأدباء:
سررت بهجرك لما علمت ... أن لقلبك فِيهِ سرورا
ولولا سرورك مَا سرني ... ولا كَانَ قلبي عَلَيْهِ صبورا
ولكن أرى كل مَا ساءني ... إذا كَانَ يرضيك سهلا يسيرا
اسم الکتاب : كتاب الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين أو الأربعين الطائية المؤلف : الطائي، أبو الفتوح الجزء : 1 صفحة : 124