responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فنون العجائب المؤلف : النقاش، أبو سعيد    الجزء : 1  صفحة : 98
§حَدِيثُ بُدُوِّ حَالِ النَّجَاشِيِّ

80 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §رَجُلًا حَمَلَ مَعَهُ خَمْرًا فِي سَفِينَةٍ يَبِيعَهُ، وَمَعَهُ قِرْدٌ» . قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا بَاعَ الْخَمْرُ شَابَهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ بَاعَهُ ". قَالَ: «فَأَخَذَ الْقِرْدُ الْكِيسَ، فَصَعِدَ بِهِ فَوْقَ الدَّقَلِ» . قَالَ: «فَجَعَلَ يَطْرَحُ دِينَارًا فِي الْبَحْرِ، وَدِينَارًا فِي السَّفِينَةِ، حَتَّى قَسَمَهُ»

81 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ النَّقَّاشُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، أَنَّ عُرْوَةَ، حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لِي: " §أَتَدْرِي مَا قَوْلُ النَّجَاشِيِّ: مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنِّي رَشْوَةً عَلَى دِينِي؟ فَقُلْتُ: لَا، فقَالَتْ: كَانَ ابْنَ مَلِكِ قَوْمِهِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ غَيْرُهُ، وَكَانَ لَهُ أَخٌ لَهُ اثْنَا عَشَرَ ذَكَرًا، فَقَالَتِ الْحَبَشَةُ: هَذَا بَيْتُ مَمْلَكَتِكُمْ، وَإِنَّمَا لِمَلِكِكُمْ وَلَدٌ وَاحِدٌ، فَنَخْشَى أَنْ يَهْلِكَ، فَتَخْتَلِفُ الْحَبَشَةُ بَعْدَهُ، حَتَّى تَفْنَى، فَهَلْ لَكُمْ أَنْ نَقْتُلَهُ وَنُمَلِّكُ أَخَاهُ، فَأَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ، فَعَدُوا عَلَيْهِ، فَقَتَلُوهُ، وَمَلَّكُوا أَخَاهُ، وَكَانَ النَّجَاشِيُّ ذَا رَأْي وَدَهَاءٍ وَفَهْمٍ، وَلَمْ يَكُنْ عَمُّهُ يَقْطَعُ أَمْرًا دُونَهُ، فَلَمَّا رَأَتِ الْحَبَشَةُ ذَلِكَ، قَالُوا: وَاللَّهِ، لَيَسْتَبِدَنَّ هَذَا الْغُلَامُ أَمْرَكُمْ، وَلَئِنْ فَعَلَ لَا يَبْقَى مِنْكُمْ شَرِيفٌ إِلَّا ضَرَبَ عُنُقَهُ، فَإِنَّهُ قَدْ عَرَفَ أَنَّكُمْ أَصْحَابُ أَبِيهِ، الَّذِينَ قَتَلُوهُ، فَقَالُوا لِعَمِّهِ: إِنَّا لَنَرَى مَكَانَ هَذَا الْغُلَامِ مِنْكَ، وَطَاعَتِكَ إِيَّاهُ، وَإِنَّهُ قَدْ خِفْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا، فَإِمَّا أَنْ تَقْتُلَهُ -[99]-، وَإِمَّا أَنْ تُخْرِجَهُ مِنْ بِلَادِنَا، فَقَالَ: وَيْحَكُمْ قَتَلْنَا أَبَاهُ بِالْأَمْسِ، وَنَقْتُلَهُ الْيَوْمَ أَمَّا قَتْلُهُ فَلَسْتُ بِقَاتِلِهِ، وَلَكِنِّي سَوْفَ أُخْرِجُهُ مِنْ بِلَادِكُمْ، فَأَمَرَ بِهِ، فَوَقَفَ فِي السُّوقِ، فَاشْتَرَاهُ تَاجِرٌ مِنَ التُّجَّارِ بِسِتِّ مِئَةِ دِرْهَمٍ، فَدَفَعَ إِلَيْهِمُ الْمَالَ، وَانْطَلَقَ بِالْغُلَامِ مَعَهُ، فَلَمَّا كَانَتِ الْعَشِيَّةُ، هَاجَتْ سَحَابَةٌ مِنْ سَحَابِ الْخَرِيفِ، فَخَرَجَ عَمُّهُ يَسْتَمْطِرُ تَحْتَهَا، فَأَصَابَتْهُ صَاعِقَةٌ، فَقَتَلْتُهُ، وَفَزِعُوا إِلَى بَنِيهِ، فَإِذَا لَيْسَ فِي أَحَدٍ مِنْهُمْ خَيْرٌ، فَقَالَتِ الْحَبَشَةُ: تَعْلَمَنَّ وَاللَّهِ إِنَّ مَلِكَكُمُ الْغُلَامَ الَّذِي بِعْتُمْ فِي صَدْرِ يَوْمِكُمْ، وَلَئِنْ فَاتَكُمْ لَيَفْسَدَنَّ أَمْرُكُمْ، فَأَدْرَكُوه، فَطَلَبُوهُ، فَرَدُّوهُ، وَوَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ التَّاجَ، فَأَجْلَسُوهُ عَلَى سَرِيرِ الْمَلِكِ، وَبَايَعُوهُ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ قَالَ لَهُمُ التَّاجِرُ: رُدُّوا عَلَيَّ مَالِي، أَوْ أَسْلِمُوا إِلَيَّ غُلَامِي، فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَا نُعْطِيكَ شَيْئًا، قَدْ عَرَفْتَ مَكَانَ صَاحِبِكَ، فَأَنْتَ وَذَاكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ، لَئِنْ لَمْ تَفْعَلُوا لَأُكَلِّمَهُ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، ابْتَعْتُ غُلَامًا عَلَانِيَةً، غَيْرَ سِرٍّ، بِسُوقٍ مِنَ الْأَسْوَاقِ، فَأَعْطَيْتُهُمُ الثَّمَنَ، وَسَلَّمُوا إِلَيَّ الْغُلَامَ، ثُمَّ عُدِيَ عَلَيَّ، فَانْتُزِعَ غُلَامِي مِنِّي، وَأُمْسِكَ عَنِّي مَالِي، فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى؟ فَالْتَفَتَ إِلَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ: لَتُعْطِيَنَّهُ مَالَهُ، أَوْ لَيُسَلَّمَنَّ الْغُلَامُ فِي يَدِهِ؛ لِيَذْهَبَنَّ مَعَهُ، فَقَالُوا: نُعْطِيهِ مَالَهُ. فَذَاكَ أَوَّلُ مَا عُرِفَ مِنْ صِدْقِهِ، وَعَدْلِهِ، وَصَلَابَتِهِ فِي الْحُكْمِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنِّي رَشْوَةً، حِينَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي، وَلَا أَطَاعَ النَّاسَ فِيَّ، فَأُطِيعَهُمْ فِيهِ "

اسم الکتاب : فنون العجائب المؤلف : النقاش، أبو سعيد    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست