responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فنون العجائب المؤلف : النقاش، أبو سعيد    الجزء : 1  صفحة : 91
§حَدِيثُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ مَعَ خَصْمِهِ

72 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ شَكَرَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدَةَ الْعَضْفَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ §أَسَدَ بْنَ هَاشِمٍ قَدْ غَلَبَهَا زَمَانًا، ثُمَّ اسْتَنْفَرَ عَنْهَا، فَتَرَكَهَا وَانْحَدَرَ إِلَى مَكَّةَ، فَانْدَفَنَتْ تِلْكَ الْبِئْرُ، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ، فَقَالَ: لَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ بِئْرٌ مَتْرُوكَةٌ، فَلَوْ عَالَجْتُهَا، قَالَ: فَحَفَرَ، فَأَصَابَ مَاءً كَثِيرًا، فَأَعْجَبَهُ الْمَنْزِلُ، وَأَقَامَ بِهَا، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى أَسَدُ بْنُ هَاشِمٍ، كَانَتْ لَهُ بِئْرٌ عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ يَرْعَى بِهَا غَنَمَهُ قَدْ غَلَبَهَا زَمَانًا، ثُمَّ اسْتَنْفَرَ عَنْهَا، فَتَرَكَهَا وَانْحَدَرَ إِلَى مَكَّةَ، فَانْدَفَنَتْ تِلْكَ الْبِئْرُ، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ فَقَالَ: لَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ بِئْرٌ مَتْرُكَةً، فَلَوْ عَالَجْتُهَا. قَالَ: فَحَفَرَ، فَأَصَابَ مَاءً كَثِيرًا، فَأَعْجَبَهُ الْمَنْزِلُ، وَأَقَامَ بِهَا، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى أَسَدُ بْنُ هَاشِمٍ، فَقَالَ لِلْخُزَاعِيِّ: أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّ هَذَا الْبِئْرَ كَانَتْ لِي قَبْلَكَ، فَقَالَ الْخُزَاعِيُّ: قَدْ كَانَتْ هَذَا الْبِئْرُ قَبْلَكَ وَقَبْلَ آبَائِكَ، وَقَدْ كَانَ بَعْدَ مُنْذُ حِينٍ مِنَ الدَّهْرِ، وَمَا تَدَّعِي إِلَّا بَاطِلًا، فَانْطَلِقْ حَتَّى أُخَاصِمَكَ إِلَى مَنْ شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ أَسَدُ بْنُ هَاشِمٍ: فَانْطَلِقْ إِلَى قُرَيْشٍ، فَقَالَ لَهُ الْخُزَاعِيُّ: هُمْ قَوْمُكَ، يَقْضُونَ لَكَ عَلَيَّ، وَلَكِنْ أُخَاصِمُكَ إِلَى سَطِيحٍ الذُّبْيَانِيِّ، وَكَانَ سَطِيحٌ الذُّبْيَانِيُّ رَجُلًا مِنْ غَسَّانَ، فَقَالَ لَهُ أَسَدُ بْنُ هَاشِمٍ: تُرِيدُ أَنْ تَذْهَبَ بِنَا إِلَى أَبْعَدِ أَرْضِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَسْحَقَهُ؟ فَقَالَ الْخُزَاعِيُّ: لَا وَاللَّهِ لَا أَرْضَى إِلَّا الذُّبْيَانِيَّ، فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا صَارَا بِالرَّحْلِ، فَقَالَ لَهُ أَسَدُ بْنُ هَاشِمٍ: هَلْ لَكَ أَنْ نَخْبَأَ لِسَطِيحٍ خَبْئًا؟ فَقَالَ لَهُ الْخُزَاعِيُّ: نَعَمْ، نَنْظُرُ مَا عِنْدَهُ، فَإِنِ اسْتَخْرَجَ خَبِيئَنَا، فَهُوَ الْكَاهِنُ، فَنَادَى أَسَدُ بْنُ هَاشِمٍ، وَلَا يَسْمَعُ السَّامِعُ، إِنَّا قَدْ خَبَأْنَا لِسَطِيحٍ خَبْئًا، صِيصِيَّةَ بَقَرٍ، ثُمَّ سَارَا غَيْرَ بَعِيدٍ، فَقَالَ لَهُ أَسَدُ بْنُ هَاشِمٍ: هَلْ لَكَ أَنْ تَخْبَأَ لَهُ مِنْشَارَ جَرَادٍ، نَأْخُذُهَا حَتَّى نَجْعَلَهَا فِي عُرْوَةِ الْمُزَادَةِ فِي عُنُقِ مُهْرٍ لَنَا يُقَالُ لَهُ سَوَّارُ بْنُ الْعُنُقِ؟ فَقَالَ لَهُ الْخُزَاعِيُّ: نَعَمْ، قَالَ: فَنَادَى أَسَدُ بْنُ هَاشِمٍ: أَلَا يَسْتَمِعُ سَامِعٌ، إِنَّا كُنَّا خَبَأْنَا لِسَطِيحٍ صِيصِيَّةَ بَقَرٍ -[92]-، وَإِنَّا خَبَأْنَا لَهُ مِنْشَارِ جَرَادَةٍ فِي عُرْوَةٍ مُزَادَةٍ بَيْنَ عُنُقِ سَوَّارٍ وَالْقِلَادَةِ، ثُمَّ انْطَلَقَا يَسِيرَانِ حَتَّى قَدِمَا عَلَى سَطِيحٍ، فَقَالَا: أَتَيْنَاكَ نَتَحَاكَمُ إِلَيْكَ، فَقَالَ لَهُمَا سَطِيحٌ: هَاتِيَا مَا عِنْدَكُمَا، فَقَالَ لَهُ أَسَدُ بْنُ هَاشِمٍ: إِنَّا قَدْ خَبَأْنَا لَكَ خَبْئًا، فَقَالَ لَهُمَا سَطِيحٌ: تَعْبَثَانِ وَتَبْحَثَا عَمَّا عِنْدِي قَالَا: نَعَمْ قَالَا: فَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ، فَقَالَ: وَرَبِّ الْوَافِدَةِ الْمَحْمُودَةِ، قَالَ: وَالْوَافِدَةِ الْمَحْمُودَةِ، إِنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ كَانُوا يَكْتُبُونَ فِي الشَّعْرِ، وَيُرِيدُونَ بِهَا الْكِتَابَ، وَيُسَمُّونَهَا الْوَافِدَةُ، لَقَدْ خَبَأْتُمَا لِي صِيصِيَّةَ بَقَرٍ، قَالَا: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، قَالَ: ذَكَرْتُمَا فِيمَا ذَكَرْتُمَا صِيصِيَّةَ بَقَرٍ، فَبِمَا ذُكِرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: وَلَاذَ أَفَهَذَا مِنْشَارُ جَرَادَةٍ فِي عُرْوَةٍ مُزَادَةٍ بَيْنَ عُنُقِ الْمُهْرِ وَالْقِلَادَةِ؟ قَالَا: صَدَقْتَ، قَالَ: هَاتِيَا مَا عِنْدَكُمَا قَالَ لَهُ أَسَدُ بْنُ هَاشِمٍ: كَانَتْ لِي بِئْرٌ عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، اشْتَرَيْتُهَا، وَرَعَيْتُ بِهَا زَمَانًا، ثُمَّ اسْتَغْنَيْتُ عَنْهَا، فَانْدَفَنَتْ، فَمَرَّ بِهَا هَذَا الْخُزَاعِيُّ، فَحَفَرَهَا وَأَصْلَحَهَا، ثُمَّ ادَّعَى أَنَّهَا لَهُ، فَقَالَ الْخُزَاعِيُّ: مَرَرْتُ عَلَى بِئْرٍ مُنْدَفِنَةٍ، فَفَلَقْتُهَا، وَأَصْلَحْتُهَا، فَجَاءَ هَذَا يَدَّعِي فِيهَا الْبَاطِلَ، فَنَظَرَ سَطِيحٌ إِلَى أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: أَسَدُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: وَرَبِّ الْحِلِّ وَالْحَرَمِ، وَاللُّؤْمِ وَالْكَرَمِ، لَاشْتَرَاهَا ابْنَ هَاشِمٍ بِعَشْرٍ مِنَ الْغَنَمِ، فَقَضَاهَا لِأَسَدٍ، فَقَالَ أَسَدٌ: اشْتَرَيْتُهَا بِعَشْرٍ مِنَ الْغَنَمِ، مَا زَادَتْ وَاحِدَةً وَلَا نَقَصَ "

اسم الکتاب : فنون العجائب المؤلف : النقاش، أبو سعيد    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست