responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فنون العجائب المؤلف : النقاش، أبو سعيد    الجزء : 1  صفحة : 83
§حَدِيثُ سَطِيحٍ حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ، وَمَا سُمِعَ مِنْهُ

68 - سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ سُلَيْمَانَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيَّ، يَقُولُ: «إِنَّهُ §كَانَ عَلَى دَيْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَانَ مُلْهَمًا كَمَا أُلْهِمَ قُسُّ بْنُ سَاعِدَةَ، وَكَانَ سَبِيلُهُ كَسَبِيلِهِ، وَكَسَبِيلِ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، وَزَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ»

69 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، بِدِمَشْقَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: " أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: بَلَغَنَا أَنَّكَ تَذْكُرُ سَطِيحًا، تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَهُ، وَلَمْ يَخْلُقْ مِنْ وَلَدِ آدَمَ شَيْئًا يُشْبِهُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ §اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ سَطِيحًا الْغَسَّانِيَّ لَحْمًا عَلَى وَضَمٍ، وَالْوَضَمُ: شِرَاحٌ مِنْ جَرِيدٍ، وَكَانَ يُحْمَلُ عَلَى وَضَمِهِ، فَيُؤْتَى بِهِ حَيْثُ يَشَاءُ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ عَظْمٌ، وَلَا عَصَبٌ إِلَّا الْجُمْجُمَةَ وَالْكَفَّيْنِ، وَكَانَ يُطْوَى مِنْ رِجْلَيْهِ إِلَى تَرْقُوَتِهِ، كَمَا يُطْوَى الثَّوْبُ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ يَتَحَرَّكُ إِلَّا لِسَانَهُ، فَلَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى مَكَّةَ، حُمِلَ عَلَى وَضَمِهِ، فَأُتِيَ بِهِ مَكَّةَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَرْبَعَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ: عَبْدُ شَمْسٍ، وَعَبْدُ مَنَافٍ ابْنَا قُصَيٍّ، وَالْأَحْوَصُ بْنُ فِهْرٍ، وَعُقَيْلُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ -[84]-، انْتَمَوْا إِلَى غَيْرِ نَسَبِهِمْ، وَقَالُوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنْ حَجٍّ، أَتَيْنَاكَ لَمَّا بَلَغَنَا قُدُومُكَ، وَرَأَيْنَا أَنَّ إِتْيَانَنَا إِيَّاكَ حَقُّ لَكَ، وَاجِبٌ عَلَيْنَا، وَأَهْدَى إِلَيْهِ عَقِيلٌ صَفِيحَةً هِنْدِيَّةً، وَصَعْدَةً رُدَيْنِيَّةً، فَوُضِعَتْ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ؛ لِيَنْظُرُوا هَلْ يَرَاهُمَا سَطِيحٌ أَوْ لَا؟ فَقَالَ: يَا عَقِيلُ، نَاوِلْنِي يَدَكَ، فَنَاوَلَهُ يَدَهُ، فَقَالَ: يَا عَقِيلُ، وَالْعَالِمِ الْخَفِيَّةِ، وَالْغَافِرِ الْخَطِيَّةِ، وَالذِّمَّةِ الْوَفِيَّةِ، وَالْكَعْبَةِ الْمَبْنِيَّةِ، إِنَّكَ الْجَاي بِالْهَدِيَّةِ، الصَّفِيحَةِ الْهِنْدِيَّةِ، وَالصَّعْدَةِ الرُّدَيْنِيَّةِ، فَقَالُوا: صَدَقْتَ يَا سَطِيحُ، فَقَالَ: وَالْآتِ الْآتِ بِالْفَرَحِ، وَقَوْسِ قُزَحَ، وَسَائِرِ الْفَرَحِ، وَالْحُطَيْمِ الْمُنْبَطِحِ، وَالنَّخْلِ وَالرُّطَبِ وَالْبَلَحِ، إِنَّ الْغُرَابَ حَيْثُ مَرَّ سَلَحَ، فَأَخْبَرَ أَنَّ الْقَوْمَ لَيْسُوا مِنْ جُمَحٍ، وَإِنَّ نَسَبَهُمْ فِي قُرَيْشٍ ذِي الْبُطَحِ، قَالُوا: صَدَقْتَ يَا سَطِيحُ، نَحْنُ أَهْلُ الْبَلَدِ الْحَرَامِ، أَتَيْنَاكَ لِنَزُورَكَ لَمَّا بَلَغَنَا مِنْ عِلْمِكَ، فَأَخْبِرْنَا عَمَّا يَكُونُ فِي زَمَانِنَا، وَمَا يَكُونُ بَعْدُ إِنْ يَكُنْ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ عِلْمٌ، قَالَ: الْآنَ صَدَقْتُمْ، خُذُوا مِنِّي مِنَ إِلْهَامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّايَ، أَنْتُمْ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ، فِي زَمَانِ الْهَرَمِ، سَوَاءٌ بَصَائِرُكُمْ، وَبَصِيرَةُ الْعَجَمِ، لَا عِلْمَ عِنْدَكُمْ، وَلَا فَهْمَ، وَيَنْشَأُ مِنْ عَقِبِكُمْ ذَوُو فَهْمٍ، يَطْلُبُونَ أَنْوَاعَ الْعِلْمِ، يَكْسَرُونَ الصَّنَمِ، يَبْلُغُونَ الرَّدْمَ، يَقْتُلُونَ الْعَجَمَ، يَطْلُبُونَ الْغَنَمَ، قَالُوا: يَا سَطِيحُ، مِمَّنْ يَكُونُ أُولَئِكَ؟ فَقَالَ لَهُمْ: وَالْبَيْتِ ذِي الْأَرْكَانِ، وَالْأَمْنِ وَالسُّكَّانِ، لَيَنْشَأَنَّ مِنْ عَقِبِكُمْ وِلْدَانٌ يَكْسَرُونَ الْأَوْثَانَ، وَيُنْكِرُونَ عِبَادَةَ الشَّيْطَانِ، وَيُوَحِّدُونَ الرَّحْمَنَ، وَيَنْشُرُونَ دِينَ الدَّيَّانِ، يُشْرِفُونَ الْبُنْيَانَ، وَيَسْتَفْتُونَ الْعُمْيَانَ، قَالُوا: يَا سَطِيحُ، مِنْ نُشُوءِ مَنْ يَكُونُ أُولَئِكَ؟ قَالَ: وَأَشْرَافِ الْأَشْرَافِ، وَالْمُحْصِي لِإِسْرَافٍ، وَالْمُزَعْزِعِ الْأَحْقَافِ، وَالْمُضْعِفِ الْأَضْعَافِ، لَيَنْشَأَنَّ آلَافُ مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ، وَمَنَافٍ، نُشُوءًا يَكُونُ فِيهِمُ اخْتِلَافٌ، قَالُوا: يَا سَوْأَتَاهْ، يَا سَطِيحُ، مِمَّا تُخْبِرُ مِنَ الْعِلْمِ بِأَمْرِهِمْ، وَمِنْ أَيِّ بَلَدٍ يَخْرُجُ أُولَئِكَ؟ فَقَالَ: وَالْبَاقِي الْأَبَدِ، وَالْبَالِغِ الْأَمَدَ، لَيَخْرُجَنَّ مِنْ ذِي الْبَلَدِ نَبِيٌّ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ، يَرْفُضُ يَغُوثَ وَالْفَنَدَ، يَبْرَأُ مِنْ عِبَادَةِ الصَّدَدِ، يَعْبُدُ رَبًّا انْفَرَدَ، ثُمَّ يَتَوَفِّيهِ اللَّهُ مَحْمُودًا، مِنَ الْأَرْضِ مَفْقُودًا، وَفِي السَّمَاءِ مَشْهُودًا، ثُمَّ يَلِي أَمْرَهُ الصِّدِّيقُ، إِذَا -[85]- قَضَى صَدَقَ، فِي رَدِّ الْحُقُوقِ لَا خَرَقَ، وَلَا تَرَقَ، ثُمَّ يَلِي أَمْرَهُ الْحَنِيفُ مُحْرِبٌ غِطْرِيفٌ، يَتْرُكُ قَوْلَ الْعَنِيفِ، قَدْ صَافَ الْمُصِيفُ، وَأَحْكَمَ التَّجْنِيفَ، ثُمَّ يَلِي أَمْرَهُ وَازِعٌ لَأَمْرِهِ مُجَرِّبٌ، فَيَجْتَمِعُ لَهُ جُمُوعٌ وَعُصَبٌ، فَيَقْتُلُونَهُ نِقْمَةً عَلَيْهِ، وَغَضَبًا، فَيُؤْخَذُ الشَّيْخُ، فَيُذْبَحُ إِرْبًا، فَيَقُومُ بِهِ رِجَالٌ خُطَبَا، يَعْنِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ثُمَّ يَلِي أَمْرَهُ النَّاصِرَ، يَخْلِطُ الرَّأْيَ بِرَأْي بَاكِرٍ، يُظْهِرُ فِي الْأَرْضِ الْعَسَاكِرَ، يَعْنِي مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَهُ ابْنُهُ يَأْخُذُ جَمْعَهُ، وَيَقِلُّ حَمْدُهُ، وَيَأْخُذُ الْمَالَ، وَيَأْكُلُ وَحْدَهُ، وَيَكْثُرُ الْمَالَ لِعَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ يَلِي بَعْدَهُ عِدَّةُ مُلُوكٍ، الدَّمُ لَا شَكَّ فِيهِمْ مَسْفُوكٌ، ثُمَّ يَلِي مِنْ بَعْدِهِ الصُّعْلُوكُ، يَطِأَهُمْ كَطَيِّةِ الدُّرْنُوكِ، يَعْنِي أَبَا الْعَبَّاسِ، ثُمَّ يَلِي مِنْ بَعْدِهِ عُصْفُورٌ يُقْصِي وَيُدْنِي نَفَرًا، يَفْتَحُ الْأَرْضَ افْتِتَاحًا مُنْكَرًا، يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ، ثُمَّ يَلِي قَصِيرُ الْقَامَةِ، بِظَهْرِهِ عَلَامَةٌ، يَمُوتُ مَوْتًا وَسَلَامَةً، يَعْنِي الْمَهْدِيَّ، ثُمَّ يَلِي أَمْرَهُ قَلِيلٌ مَاكِرٌ، يَتْرُكُ الْمُلْكَ بَاكِرٌ، ثُمَّ يَلِي أَخُوهُ بِسُنَّتِهِ سَائِرٌ، يَخْتَصُّ بِالْأَمْوَالِ وَالْمَنَابِرِ، ثُمَّ يَلِي أَمْرَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَهْوَجُ، صَاحِبُ دُنْيَا، وَنُعَيْمٍ مُحْتَلِجٍ، شَاوِرْهُ تُنَادِرْهُ، وَمَعَاشِرُهُ وَدُودَةٌ يَنْهَضُونَ إِلَيْهِ يَخْلَعُونَهُ، يَأْخُذُونَ الْمُلْكَ وَيَقْتُلُونَهُ، ثُمَّ يَلِي أَمْرَهُ مِنْ بَعْدِهِ السَّابِعُ، يَتْرُكُ الْمُلْكَ مُخِلًّا ضَائِعًا، يَثُورُ فِي مُلْكِهِ كُلُّ مُشَوَّهٍ جَائِعٍ، عِنْدَ ذَلِكَ يَطْمَعُ فِي الْمُلْكِ كُلُّ عِرْثَانَ، وَيْلِي أَمْرَهُ الصِّبْيَانُ، يُرْضِي نِزَارًا بِجَمْعِ قَحْطَانَ، إِذَا الْتَقَى بِدِمَشْقَ جَمْعَانَ، بَيْنَ بَيْسَانَ وَلُبْنَانَ، تُصَنَّفُ الْيَمَنُ يَوْمَئِذٍ صِنْفَيْنِ: صِنْفُ الْمُشَوَّهِ، وَصِنْفُ الْمَحْذُولِ، لَا يَرَى إِلَّا خِبَاءً مَحْلُولًا، وَأَسِيرًا مَغْلُولًا، بَيْنَ الْفُرَاتِ وَالْجَبُّولِ، عِنْدَ ذَلِكَ تُخَرَّبُ الْمَنَازِلَ، وَتُسْلَبُ الْأَرَامِلَ، وَتَسْقُطُ الْحَوَامِلَ، وَتَظْهَرُ الزَّلَازِلُ، وَتَطْلُبُ الْخِلَافَةَ وَائِلٌ، فَيَغْضَبُ نِزَارٌ، وَيُدْنَى الْعَبِيدُ وَالْأَشْرَارُ، وَيُقْصَى النُّسَّاكُ وَالْأَخْيَارُ، وَتَغْلُوا الْأَسْعَارُ فِي صَفَرِ الْأَسْفَارِ بِقَتْلِ كُلِّ جَبَّارٍ، ثُمَّ يَسِيرُونَ إِلَى خَنَادِقَ وَأَنْهَارٍ ذَاتِ أَسْفَالٍ وَأَشْجَارٍ، يَصْمُدُ لَهُمُ الْأَغْمَارُ، يَهْزِمُهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ، فَيَظْهَرُ الْأَخْيَارُ، فَلَا يَنْفَعُهُمْ نَوْمٌ وَلَا قَرَارٌ، حَتَّى يَدْخُلَ مِصْرًا مِنَ الْأَمْصَارِ، فَيُدْرِكُهُ الْقَضَاءُ وَالْأَقْدَارُ، ثُمَّ يَجِيءُ الرُّمَاةُ، تَلُفُّ مُشَاةً، بِقَتْلِ الْكُمَاةِ، وَأَسْرِ الْحُمَاةِ، وَمَهْلَكِ الْغُوَاةِ، هُنَاكَ يُدْرَكُ فِي أَعْلَى الْمِيَاهِ، ثُمَّ يَثُورُ الدِّينُ، وَتَتَقَلَّبُ -[86]- الْأُمُورُ، وَيُكَفَّرُ الزَّبُورُ، وَيَقْطَعُ الْجُسُورَ، فَلَا يَفْلِتُ إِلَّا مَنْ كَانَ فِي جَزَائِرِ الْبُحُورِ، ثُمَّ يَثُورُ الْجَرِيبُ، وَيَظْهَرُ آلْأَعَارِيبُ، لَيْسَ فِيهِمْ صَعِيبٌ، عَلَى أَهْلِ الْفِسْقِ وَالْمُرِيبِ، فِي زَمَانٍ عَصِيبٍ، لَوْ كَانَ لِلْقَوْمِ حَيًّا، وَمَا يُغْنِي الْمُنَى، قَالُوا، ثُمَّ مَاذَا يَا سَطِيحُ؟ قَالَ: يَظْهَرُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، أَبْيَضُ كَالشَّطَنِ، يُذْهِبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَأْسِهِ الْفِتَنَ "

اسم الکتاب : فنون العجائب المؤلف : النقاش، أبو سعيد    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست