responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فنون العجائب المؤلف : النقاش، أبو سعيد    الجزء : 1  صفحة : 127
§حَدِيثُ ذِي الْكَفِّ

100 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ: " كَانَ §عَابِدٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ سَخَّابَةً سَلِيطَةً بَذِيئَةَ اللِّسَانِ، وَكَانَ يَبِيعُ الْقِفَافَ قَالَ: فَخَرَجَ يَوْمًا بِقِفَافِهِ، فَمَرَّ بِقَصْرٍ، فَلَحَظَتْهُ ابْنَةُ الْمَلِكِ، فَقَالَتْ لِجَارِيَتِهَا: لَا صَبْرَ لِي عَنْهُ، عَلَيَّ بِهِ، فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ الْجَارِيَةُ، فَقَالَتْ لَهُ: تَبِيعُ قِفَافَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَتْ: فَذَهَبَتْ بِهِ حَتَّى أَدْخَلَتْهُ الْقَصْرَ، فَأَغْلَقَتْ عَلَيْهِ بَابًا دُونَ بَابٍ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَرْأَةِ، فَأَرَادَتْهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَجَهَدَتْ بِهِ، فَأَبَى أَنْ يَقَعَ عَلَيْهَا، حَتَّى قَالَتْ لَهُ: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ صِحْنَا بِكَ قَالَ: فَلَا بُدَّ مِنْهُ , قَالَ: فَضَعُوا لِي طَهُورًا عَلَى السَّطْحِ حَتَّى اسْتَنْظِفَ، وَأَتَطَّهَّرَ بِهِ. قَالَ: فَفَعَلُوا، فَتَوَضَّأَ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ دَارَ حَوْلَ الْقَصْرِ، مِنْ أَيِّهَا يُلْقِي نَفْسَهُ قَالَ: فَجَاءَ إِلَى أَقْصَرِهَا فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، فَأَلْقَى نَفْسَهُ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَتَلَقَّاهُ بِجَنَاحِهِ كَمَا يَتَلَقَّى الْوَالِدُ الرَّحِيمُ وَلَدَهُ فَلَا يَخْدِشُ لَهُ لَحْمًا، وَلَا يَكْسِرُ لَهُ عَظْمًا، فَتَلَقَّاهُ جِبْرِيلُ بِجَنَاحِهِ حَتَّى وَضَعَهُ عَلَى الْأَرْضِ قَالَ: فَانْصَرَفَ بِهِ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا لَكَ أَرْتَجِي بِثَمَنِ الْقِفَافِ؟ قَالَ: فَصَاحَتْ بِهِ، وَضَجَّتْ. قَالَ: وَكَانَتِ امْرَأَةً سَخَّابَةً، فَسَخِبَتْ مَعَهُ سَاعَةً، وَآذَتْهُ بِلِسَانِهَا , قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ , قَالَ لَهَا آخِرَ شَيْءٍ: قَوْمِي إِلَى تَنُّورِكِ، فَاسْجِرِيهَا، فَقَامَتْ فَسَجَرَتِ التَّنُّورَ حَتَّى أَحْمَتْهُ، وَجَاءَتْ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا، فَجَاءَ بَعْضُ الْجِيرَانِ، فَقَالَ: عِنْدَكُمْ وَقُودٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، خُذِيهِ مِنَ التَّنُّورِ , قَالَ: فَذَهَبَتْ -[128]- لِتَأْخُذَ النَّارَ، فَإِذَا التَّنُّورُ مُلِئَ خُبْزًا نَضِيجًا أَطْيَبَ خُبْزٍ يَكُونُ، فَرَجَعَتْ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَشْغَلَكِ الْحَدِيثُ مَعَ زَوْجِكِ عَنِ الْخُبْزِ، وَقَدِ احْتَرَقَ فِي التَّنُّورِ، فَقَامَتْ، فَإِذَا التَّنُّورُ مُلِئَ خُبْزًا أَطْيَبَ مَا يَكُونُ، فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا: مَا هَذَا؟ فَأَخْبَرَهَا الْأَمْرَ. قَالَ: فَقَالَتْ: لَكَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةُ عِنْدَ رَبِّكَ، وَلَمْ أَعْلَمِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَيْنَا إِلَى أَنْ نَمُوتَ , قَالَ: فَقَالَ: دَعِيِ اللَّهَ يَأْتِي بِالرِّزْقِ. قَالَ: فَلَمْ تَزَلْ حَتَّى قَالَ: فَدَعَى الْآنَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ قَامَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ , إِنَّ فُلَانَةَ امْرَأَتِي سَأَلَتْنِي أَنْ أَسْأَلَكَ شَيْئًا نَتَوَسَّعُ بِهِ إِلَى أَنْ نَمُوتَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنْ ذَلِكَ يَنْقُصَنِي مِنْ مَجَالِسِ الْأَبْرَارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَانْفَرَجَ سَقْفُ الْبَيْتِ، فَإِذَا كَفٌّ فِيهَا لُؤْلُؤَتَانِ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى مِثْلِهِمَا، حَتَّى وَقَعَتَا بَيْنَ يَدَيْهِ , قَالَ: فَقَالَ لَهَا: قَوْمِي، فَخُذِي هَذَا، وَقَدْ نَقَصَتْنِي ذَلِكَ مِنْ مَجَالِسِ الْأَبْرَارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ مَنَابِرَ وُضِعَتْ مُكَلَّلَةً بِالْيَاقُوتِ وَاللُّؤْلُؤِ، فَقُلْتُ: مَا لِهَذَا الْمِنْبَرِ قَدْ ذَهَبَ مِنْهَا هَاتَانِ اللُّؤْلُؤَتَانِ؟ قَالُوا: هَذَا عَمَلُكِ، سَأَلْتِ زَوْجَكِ أَنْ يَسْأَلَ أَنْ يُعَجَّلَ لَهُمُ اللُّؤْلُؤَتَانِ فِي الدُّنْيَا، فَجَعَلَ لَهُمْ ذَلِكَ , قَالَ: فَقُلْتُ: فَهَذَا الَّذِي سَأَلْتُهُ أَنْ يَسْأَلَ رَبَّكَ، فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهَا، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرُدَّهُمَا. قَالَ: فَدَعَا اللَّهَ، فَجَاءَتِ الْكَفُّ حَتَّى أَخَذَتْهُمَا " فَهُوَ مَكْتُوبٌ فِي بَعْضِ حَدِيثِ ذِي الْكَفِّ

اسم الکتاب : فنون العجائب المؤلف : النقاش، أبو سعيد    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست