فقال عياضٌ: فإنا نشترط عليكم. قالوا: فاشترط. قال: فإني أشترط عليكم [ألا تحدثوا] كنيسة إلا ما في أيديكم، وألا يرفع صليبٌ ولا يضرب ناقوسٌ إلا في جوف كنسيةٍ، وعلى أن نشاطركم منازلكم ينزلها المسلمون، وعلى ألا [تعمروا خنزيراً] بين أظهر المسلمين، وعلى أن تقروا ضيفهم يوماً وليلةً، وعلى أن تحملوا [راجلهم] من رستاقٍ إلى رستاقٍ، وعلى أن تناصحوهم ولا تغشوهم، ولا تمالئوا عليهم عدواً فإن وفيتم لنا وفينا لكم، ومنعناكم مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا؛ وإن استحللتم شيئاً من ذلك استحللنا سفك دمائكم، وسبي أنبائكم ونسائكم وأموالكم. قالوا: فأُشْهِدْ؛ قال: فكتب: أُشْهِدُ الله، {وكفى بالله شهيداً} . فدخل أهل الجزيرة فيما دخل به أهل الرها.
2- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا أبو جعفر ابن نفيل، ثنا سليمان بن عطاء، عن أبيه، عن من شهد عياض بن غنم حين بعثه أبو عبيدة بن الجراح إلى الرها، فوقف على بابها الشرقي، على فرسٍ له محذوفٍ أحمر، وقد أجفل أهل الجزيرة إلى الرها؛ فذكر نحوه.