خصوصاً [1] ... مع التّنبيه على أمور مهمّة في هذا الجانب ظهرت لي من خلال استقرائي كتب الفوائد، ودراستها، ومنها:
1- جميع أحاديث كتب الفوائد منتخبة [2] من الأصول، ولا يَلتَفِت المحدّثون - فيما يظهر - عند انتخابها إلى الانتخاب من أصول الشّيوخ الضّعفاء، أو من دونهم من المجروحين [3] .
2- قلّ أن تُسمّى كتب الفوائد بأسماء مسجوعة، أو غير مسجوعة، فالغالب أن يقال: فوائد فلان، أو الفوائد الصّحاح من حديث فلان - مثلاً - أو ما شابهه.
والّذي يظهر أنّ سبب ذلك: إرادة إبراز نوع أحاديث الكتاب من خلال عنوانه، فتعرف مادّته مباشرة، وأنّها من الأحاديث الفوائد، لا كالّتي تُضمّن بعض الكتب الّتي تشبه كتب الفوائد في الطّريقة، والتّرتيب كالأجزاء الحديثيّة، والمشيخات، والأمالي الّتي لا تعدّ أحاديثها أحاديث فوائد.
والقليل المشار إليه أربعة كتب صنّفت في قرون متأخرة، ومع ذلك [1] فهي ليست كتباً عشوائيّة المنهج، أو أنّ غالب مؤلّفيها لم يرتّبوها على أيّ أساس، أو أنّها أٌلّفت كيف ما اتّفق! بل هي كتبٌ مصنّفة تصنيفاً علميّاً، فانتبه، وتأمّل دراستي جيّداً؛ وإنّما أكّدت على هذا لأنّ بعض محقّقي كتب الفوائد ذكره، وليس فيه أدنى تحقيق، بل هي عجلة، وتسرّع. [2] وهو ما يُعبّر عنه عندهم بالتّخريج. [3] انظر النّقطة السّابعة في أهميّة كتب الفوائد الحديثيّة ص/131، وانظر: ص/119، 125- 126.