responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفتوة المؤلف : السلمي، أبو عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 87
ومن الفتوة ترك التميز في البذل والخلق. [و] استصغار ما منك، واستعظام ما إليك. سمعت أبا عثمان سعيد بن أبي سعيد يقول: سمعت جعفر بن محمد الخلدي يقول: قلت لأبي بكر القزاز المصري، وكان من خيار الناس، وكان يأوي إليه الصوفية، وربما يجيء من ليس منهم فيختلط بهم. فقلت له: لم لا تميز؟ فقال: لست من أرباب الأشراف، فأخاف أن أخطئ في تميزي، فيفوتني ما أريد.
ومن الفتوة استعمال الأخلاق في الظاهر، وتصحيح الأحوال في الباطن. سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: سمعت أبا محمد الجريري يقول: صح عند أهل المعرفة أن للدين رأس مال، خمسةٌ في الظاهر، وخمسةٌ في الباطن.
فأما اللواتي في الظاهر: فصدقٌ في اللسان، وسخاوة النفس بالمال، والتواضع في الأبدان، وكف الأذى، واحتمالها بلا إباء. وأما اللواتي في الباطن: فحب وجود سيده، وخوف الفراق عن سيده، ورجاء الوصول إلى سيده، والندم على فعله، والحياء من ربه.
ومن الفتوة أن لا يتزين العبد بزي الفتيان، إلا بعد أن يحمل أثقال الفتوة. ويقوم بشرائطها. قيل لأبي عبد الله السجزي: لم لا تلبس المرقعة؟ فقال: من النفاق أن تلبس لباس الفتيان. ولا تدخل في حمل أثقال الفتوة، إنما يلبس لباس الفتيان من يصبر على حمل أثقال الفتوة. فقيل له: ما الفتوة؟ فقال: رؤية أعذار

اسم الکتاب : الفتوة المؤلف : السلمي، أبو عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست