ما كنت أعلم ما في البين من حزن ... حتى تنادوا بأن قد جيء بالسفن
قامت تودعني والدمع يغلبها ... كما تميل نسيم الريح بالغصن
وأعرضت ثم قالت وهي باكيةٌ ... يا ليت معرفتي إياك لم تكن
ومن الفتوة إتمام العارفة بمداومتها. ومواصلتها بأعوانها. أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا الحسن بن إسماعيل القاضي، حدثنا عبد الله بن أبي سعيد، حدثنا هارون بن ميمون، حدثنا أبو خزيمة بن عيسى قال: قال المهدي أمير المؤمنين: ما توسل أحد إلي بوسيلة، ولا تذرع بذريعة هي أقرب إلى ما يحب من تذكيري يداً أسلفت مني إليه أتبعها بأخرى، وأحسن ربها، لأن منع الأواخر يقطع شكر الأوائل.
ومن الفتوة الأخذ بهذه الآداب والمواعظ التي أخبرناها أبو عبد الله محمد بن العباس العصمي، حدثنا محمد بن أبي علي الخلادي، حدثنا محمد بن الحسن الرملي. حدثنا علي بن محمد المرهني، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق العباسي، عن عبد الله بن الحجاج مولى المهدي، عن إبراهيم بن شكلة، قال: إذا آخيت أخاً فلا تشك في أنه يخطئ ويصيب، ويحسن ويسيء، ويحفظ ويضيع. فوطن نفسك على الشكر إذا حفظ، وعلى الصبر إذا ضيع، وعلى المكافأة إذا أحسن، وعلى الإساءة إذا أساء، فإن في معاتبة الصديق استدامة للود. وقد قيل: ظاهر العتاب خير من مكتوم الحقد.