ومن الفتوة أن لا يهتم العبد في وقت إلا لوقته. كذلك سئل سهل بن عبد الله التستري رحمه الله، متى يستريح الفقير من نفسه؟ فقال: إذا لم ير لنفسه وقتاً غير الوقت الذي هو فيه.
ومن الفتوة استعمال التظرف في الأخلاق، وهو ما سئل أبو سعيد الخراز، ما الفتوة؟ فقال: ترك المعلوم، والصبر على النفس، والإياس من الخلق، وترك السؤال والتعريض وكتمان الفقر، وإظهار الغنى والتعفف.
ومن الفتوة التفويض في الأحوال كلها. وهو ما سمعت عبد الله الرازي يقول: كتبت هذا من كتاب أبي عثمان، وذكر أنه من كلام شاه رحمهم الله، قال: التفويض ترك الاختيار.
ومن الفتوة استعمال الكرم، ومواصلة القاطع، وإعطاء المانع، والإحسان إلى المسيء. كذلك روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن الفتوة سؤال الله العافية والشكر عليها إذا رزق. روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت أن وافقت ليلة القدر، ماذا أسأل ربي؟ فقال: سلي الله العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة. سمعت أبا بكر بن أحيد يقول: سمعت أبا بكر الوراق يقول: كل عافية