اسم الکتاب : الصفات - ت الفقيهي المؤلف : الدارقطني الجزء : 1 صفحة : 63
47 حدَّثنا أَبُو شَيْبَةَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ بَكْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو مُوسَى[1]، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا الْمُغِيرَةُ
= ج 13 ص 419 المطبعة السلفية بمصر بهامش فتح الباري. ونصه بعد السند عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النَّاس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هَلْ تُضَارون في القمر ليلة البدر؟ " قالوا: لا يا رسول الله، قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: "فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئًا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس. ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها -أو منافقوها، شك إبراهيم- فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم، فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله في صورته فيقول: "أنا ربكم" فيقولون: "أنت ربنا فيتبعونه" الحديث.
قال محمد تقي الدين الهلالي عفا الله عنه: تضمن هذا الحديث الشريف ثلاث صفات لله عز وجل. أولها: إتيان الله تعالى. وثانيها: الصورة. وثالثهما: رؤيتهم له بأبصارهم، وقد غص بذلك نفاة الصفات المعطلة الجهمية وتخطفتهم شياطينهم فأخذوا يهرفون ويهذرون بأنواع من التأويلات الباطلة التي تضحك الثكلى وتكشف عن تمكن البدعة من قلوبهم وسريانها في عروقهم ودمائهم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين شبه البدعة بداء الكلب لا يترك عرقًا ومفصلًا إلا سرى فيه.
والحق الذي عليه أهل السنة من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ومن تبعهم بإحسان الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله الله صلى الله عليه وسلم مع تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين، فيقولون: إن لله وجهًا وعينين ويدين وقدمين وأصابع، وكذلك له صورة وعلم وسمع وبصر وغير ذلك من الصفات لا تشبه صفات الخلق. وهذا الذي نعتقده وندين الله به حتى نلقاه، إن شاء الله. ومن أراد أن يقف على تخبط المبتدعين وهذيانهم فلينظر شرح هذا الحديث في فتح الباري ج 13 ص 227 وما بعدها. انتهى. [1] محمد بن المثنى أبو موسى. تهذيب الكمال 7/ ورقة 632. وفي الكنى
اسم الکتاب : الصفات - ت الفقيهي المؤلف : الدارقطني الجزء : 1 صفحة : 63