responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدرة الثمينة في أخبار المدينة المؤلف : ابن النجار، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 149
الجنائز سقط في زمان عمر بن عبد العزيز، فظهرت القبور الشريفة، فما رؤى بكاء في يوم مثل ذلك اليوم، فأمر عمر بقباطي فخيطت، ثم ستر الموضع بها، وأمر ابن وردان أن يكشف عن الأساس، فبينما هو يكشف إذ رفع يده وتنحى، فقام عمر بن عبد العزيز فزعاً، فرأى قدمين وراء الأساس وعليهما الشعر، فقال عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر وكان حاضراً: أيها الأمير لا يروعنك، فهما قدما جدي عمر بن الخطاب ضاق البيت عنه فحفر له في الأساس، فقال: يا ابن وردان أن غط ما رأيت، ففعل.
وروى البخاري في ((الصحيح)) من حديث هشام بن عروة عن أبيه قال: لما سقط عنهم الحائط في زمان الوليد بن عبد الملك أخذوا في بنيانه، فبدت لهم قدمٌ، ففزعوا وظنوا أنها قدم النبي صلى الله عليه وسلم، فما وجدوا أحداً يعلم ذلك حتى قال لهم عروة: لا والله ما هي قدم النبي صلى الله عليه وسلم ما هي إلا قدم عمر رضي الله عنه.
قالوا: وأمر عمر أبا حفصة مولى عائشة رضي الله عنها وناساً معه فبنوا الجدار، وجعلوا فيه كوة، فلما فرغوا منه ورفعوه، دخل مزاحم مولى عمر فرفع ما سقط على القبر من التراب والطين ونزع القباطي. قالوا: وباب البيت الذي دفنوا فيه شامي.
قلت: وبنى عمر بن عبد العزيز على حجرة النبي صلى الله عليه وسلم حاجزاً من سقف المسجد إلى الأرض، وصارت الحجرة في وسطه، وهو على دورانها.
ولما ولي المتوكل الخلافة، أمر إسحاق بن سلمة وكان على عمارة مكة والمدينة من قبله بأن يأزر الحجرة بالرخام من حولها، ففعل ذلك وبقي الرخام عليها إلى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة من خلافة المقتفي، فجدد تأزيرها جمال الدين وزير بني زنكي، وجعل الرخام حولها قامة وبسطة، وجعل لها شباكاً من خشب الصندل والأبنوس، وأداره حولها ما يلي السقف.

اسم الکتاب : الدرة الثمينة في أخبار المدينة المؤلف : ابن النجار، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست