responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخطب والمواعظ المؤلف : القاسم بن سلاّم، أبو عُبيد    الجزء : 1  صفحة : 187
120 - حدثنا أبو عبيد قال حدثنا علي بن هاشم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أو غيره عن أبي بكر نحو ذلك

121 - حدثنا أبو عبيد قال حدثنا أزهر بن عمير وكان بالثغر قال حدثني أبو الهذيل عن عمرو بن دينار -[188]- قال
خطب أبو بكر الصديق فقال أوصيكم بتقوى الله لفقركم وفاقتكم أن تتقوه وأن تثنوا عليه بما هو أهله وأن تستغفروه إنه كان غفارا وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة وأن تخلصوا لله اليقين فيما بلغكم من كتابه فإنه أثنى على زكرياء وأهل بيته فقال {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}
واعلموا أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم وأخذ على ذلك مواثيقكم واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي وهذا كتاب الله لا تفنى عجائبه فصدقوا قول الله وانتصحوا كتابه واستضيئوا به ليوم الظلمة فإنما خلقكم لعبادته وأمركم بطاعته
واعلموا أنكم تغدون وتروحون في آجال قد غيب عنكم علمها فإن استطعتم أن ينقضي الأجل وأنتم في طاعة الله فافعلوا ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله وسابقوا في مهل من آجالكم من قبل أن تنقضي فيكون قد أسلمتم إلى سوء أعمالكم فإن قوماً جعلوا آجالهم لغيرهم ونسوا أنفسهم فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم فالوحا الوحا ثم النجاء النجاء فإن من ورائكم طالباً حثيثا ممره سريع.
واعلموا أنكم ما أخلصتم لله فربكم أطعتم وحقكم -[189]- حفظتم فأعطوا ضرائبكم في أيام سلفكم واجعلوها نوافل بين أيديكم كي تستوفوا سلفكم وضرائبكم حين فقركم وحاجتكم
ثم تفكروا عباد الله فيمن كان قبلكم أين كانوا أمس وأين هم اليوم وأين الجبارون الذين كان لهم ذكر القتال وأين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحروب قد ضعضع بهم الدهر وصاروا رميما وأين الملوك الذين أثاروا الأرض وعمروها قد نسوا ونسي ذكرهم فهم اليوم كلا شيء وأين الملوك الذين بنوا المدائن العظام وحصنوها وجعلوا فيها الأعاجيب فتلك بيوتهم خاوية وهم في ظلمات القبور {هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا} أين الوضاء [1] الحسنة وجوههم المعجبون بشبابهم قد صاروا رميما وأين من تعرفون من أصحابكم وإخوانكم قد وردوا على ما قدموا فحلوا في الشقوة والسعادة.
إن الله تبارك وتعالى ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه به خيرا ولا يصرف عنه به شرا إلا بطاعته واتباع أمره وإنه لا خير بخير بعده النار ولا شر بشر بعده الجنة أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

[1] في المخطوطة: الوضاة. والتصحيح من نهاية الأرب. والوضاء: جمع وضيئ وهو الحسن النظيف. انظر لسان العرب (وضأ) 1/ 190.
اسم الکتاب : الخطب والمواعظ المؤلف : القاسم بن سلاّم، أبو عُبيد    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست